تويشية دكدوكية: خطاب لا يُهدر، صرخة لا تُسكَت
القبطان عبد الله دكدوك .
عن أمثالك كنت أصمت،
علّ في صمتي إرشاد لك،
لكنك كنت المتسلّق،
المعتاد تمريغ جباهته عند أقدام من يدفعون له..
لحظة الزيف.
تتسلطن داخل مملكة الوهم،
متلعثمًا إن حضرت،
وفي غيابي تُزار كالأسد،
لكن صوتك نهيق،
ينطق عهر سرقاتك.
فضلتُ أن أقولها تويشية دكدوكية،
خطابًا لك،
لعلّها ترشدك،
فتعود عن خسيس غيك بعد اليوم،
فلا صمت على أمثالك.
لا تجتهد في فكري…
فأنا منبع الموج، لا رغوة التابعين.
أكتب بنبض الصدق، لا بفتات المارين…
وما تفجّر من دهشة كان شرارتي لا شرارتك.
دع عنك تقمص المبدع،
فالأفكار التي تتبجح بها أمام المنصات،
هي من خوابي صمتي… من خيوط سهري…
من جُرحي حين كان الجرح فكرة!
أيها المتكلف…
صحيح أن لك أدوات،
لكن الآلات لا تعزف بدون روح…
وأنا الروح، والنبض، والسؤال الصعب.
سرقتني…
وتحدثت عني بضمير الغائب!
تباهيت بمرآتي أمام جمهور لم ير وجهي الحقيقي،
وحين صعدت دهست ظلي،
ثم رقصت على قافيتي!
واسأل برنامج حديث الثلاثاء
الذي منحك المنبر والمقام،
فرددت الجميل بأبشع صنوف النكران،
وصرت تجهد في سرقة الأفكار،
كأنها إرث مباح، وكأن الفضل لا يُذكر.
من نسي الأصل فالوثيقة إشهاد،
وأما عن السلوك والأخلاق،
فقد تعلمت منا الأدب والأصول،
لكن للأسف، قابلتھا بالحقد والنكران،
وغدرت باليد التي أمسكتك حين كنت تترنح بالكلمات.
وأعلم…
أنك تتمسح على عتبات الجمعيات والهيئات،
تغيب من أخرجك من الغياب،
وتقصي من منحك الظهور،
لتتزين بما ليس لك،
تسرق الفكرة من أصلها،
وتناقش بها الناس كأنك مفكر،
بينما ثقافة الاعتراف هي شعار العملاقة التي صنعتك
لكن بالجحود قابلت الخير بالشر
وبالصمت المريب طمست الجميل،
فكانت فضيحتك كبرى،
وستقال على المنابر،
وستنشر،
ليس انتقامًا، بل ردًا للكرامة.
الحقيقة لا تنام،
ولا تُخرسها الأضواء المصطنعة.
ستأتيك،
مُجردة من التجميل،
كأنها صفعة من دهشة،
كأنها قبلة من نار.
فاسأل المنصات عن أصل الفكرة…
واسأل الميكروفونات عن أول من صدح!
واسأل دفاتري القديمة…
من أين سرق الوارث حكايته!
أنا لا أصرخ،
لكن حين أكتب،
أوقظ الظلال، وأعري الزيف،
وأقول للعالم:
هنا وُلد الإبداع، فلا تنسبوه للطارئين.
خاتمتي شاهد على الخلق ونداء للضمير
أما في الخلق… فشاهد يا أهل الإبداع،
أم هل بينكم من يقول له:
"لِمَ سرقت فكري؟"،
ولم يترككم صامتين، تباركون من ليس له حق،
وتخجلون من قول الحق!
هذا المدعي، الذي لا يحمل إلا ظلال أفكاري،
يسير بثقة كاذبة فوق أكتاف من صنعوا له مساره،
وهو يداهن، ويسكت، ويخون كل قواعد الأدب والخلق.
فأين أنتم، يا من تسمون أنفسكم مثقفين؟
هل من عدل أن تبقوا ساكتين؟
أم أن الصمت شراكة في السرقة والبهتان؟
أسئلة أوجهها إليه، وإلى كل من يقرّ صمته:
هل يستحق الإبداع أن يُباع بثمن الزيف والنكران؟
هل تنفع منصاتكم إذا كان الحبر مسروقاً؟
كيف نرتقي بثقافة الاعتراف، إذا جرت سرقة الفكرة ونسبتها؟
ماذا يبقى للأصل، إذا نسيته الأمة، واحتفى المقلد؟
هل من قلب ينبض بالعدل، ليقف في وجه الخيانة الفكرية؟
وختامًا…
أركبناك السفينة لترتقي،
لكن بحقدك حاولت، وتحاول، خرقها لإغراقي
وأنت كلك عدم، ولا تدري.
لن أنحني أمام زور، ولا أدع صمتي يسرق حقي،
فالحقيقة أسمى من أهواء النفوس،
وأشرف من أعداء الإبداع.
إنها دعوة صريحة،
للتفكير، للوقوف، للرد،
لكل من له غيرة على الأدب، والخلق، والكرامة.
✍️ القَبطان عبد الله دكدوك
(حارس الكلمة، وراصد الحقيقة)
Kommentare
Kommentar veröffentlichen