كلمتي في حق الشاعر / محمد لمليجي
** كلمتي في حق الشاعر : محمد لمليجي **
- عندما نلتقي بكم أيها السادة ، لا يجوز نكتفي فقط بكلمات الترحيب لأنكم تستحقونها . وإنما يتطلب منا الموقف أن نتحدث عن جانب أساسي من هذا اللقاء الذي يتميز بهيبة وجلال الحدث .
لم يكن حضوري هنا بدافع الرغبة في إلقاء كلمات منمقة حتى يتسنى لي مشاهدة تأثيرها على قلوبكم ، لأن هذه الأمور تفرض نفسها على كل مستمع .
وإنما جئت تلبية لدعوة كريمة من أخ عزيز هو الشاعر : محمد لمليجي . الذي أشعرني بحبه الصادق وحرصه على تتبع الأثار الأدبية.
إن الشاعر - محمد لمليجي - يتشبت بقيمه الإنسانية والفنية ، حين يتعلق الأمر بشكل القصيدة أو بوسائل التعبير التي يترجم من خلالها مشاعره إلى أشعار مؤثرة وشديدة الجمال .
فهو يمضي بشموخ إلى حيث يشهد له بالنبل والتواضع والشجاعة والفضيلة .
من خلال حديثك للشاعر محمد لمليجي ، تشعر بقوة صدقه في حبه للوطن العالق بذاكرته رغم ألم الغربة .
من خلال قصائده كذلك ، تشعر بتأثير الإحساس النبيل على قلبه والإرادة القوية في نفسه ، حيث لا يرضى بانتهاك القيم الإنسانية التي يؤمن بها ، بعمق تجاه وحدتنا الترابية ،
. فهو لا يسمح لك بالتعبير بطريقة ساذجة أو مبتذلة عن مشاعرك تجاه بلده أو من يشاركه هذا التوجه .
فمحمد لمليجي الإنسان، جاد في طبعه يتطلع إلى معرفة ما يجري من حوله من أحداث على مستوى تطلعات الوطن ، أو الأنشطة الإبداعية المساهمة . لأن المعرفة الدقيقة بالنسبة إليه هي معرفة النفس وطبيعة التفكير .
ما يجمعني بالشاعر محمد لمليجي : هو الإيمان القوي بأن المعرفة تحتاج إلى مقياس الشمولية والتمام ، دون الإساءة أو المساس بقدسية . الذات والوطن ، لأن خصائص التفكير الإبداعي لن يسمح بدعم المواقف المسمومة تجاه الوطن والأشخاص ، كي لا يحدث أي إختلال في توازن العلاقات الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد .
شكرا لك أخي محمد وأنت تستشعرني بأنك لم تكون يوما شاعرا بالصدفة ، لأن في سلوكك رزمة من القيم الأخلاقية والإنسانية ، وفي عواطفك، سلة من النبل والمشاعر الصادقة . دمت ملبيا لنداء القلب والوطن ، بصدق وإخلاص .
محمد زغلال .
سيدي سليمان
المغرب .
