القائمة الرئيسية

الصفحات

أقحوانة في العتمة / بقلم : أماني الصاوي


 


"أقحوانة في العتمة"

بقلم أماني الصاوي


 العزيز  جابرييل جارسيا ماركيز الذي تساءل:

"كيف تموت الأنثى وهي حية؟"


أقرأ كلماتك،

فأشعر بأنفاس كل النساء اللاتي رأيتهنّ يمشين بأجساد حيّة،

وفي قلوبهن مقبرةٌ لا يزورها أحد.


نعم، رأيتُ امرأةً تموت كل يوم،

وهي تقف أمام المرآة،

ترتّب جرحها وتخفيه بلون أحمر شفاهٍ صارخ،

لعلّ العالم يظنّها بخير.


رأيتُها تضع عطراً لا يشبهها،

تتكلّف الضحك، وتتمسّك بلعبة الحياة،

تخشى أن تسألها ابنتها ذات يوم:

"أمي، متى فقدتِ النور في عينيك؟"


تموت الأنثى، يا صديقي،

عندما يُطلب منها أن تكون ظلّاً لرجل،

أو انعكاساً لمجتمعٍ لا يرحم،

أن تكون طيّعة، مطيعة، صامتة…

وأن تصفّق لمن يكسرها.


ولكن، وهنا سرّ الحياة في موتها،

حين تنهض من تحت ركامها،

وتقول بصوتٍ لا يسمعه سوى مَن يشبهها:

"أنا لا أموت… أنا أتحوّل."


فالأنثى يا ماركيز،

لا تموت فعلاً، بل تغيّر شكل وجودها،

تصبح شيئاً آخر…

ربما قصيدة، أو ثورة، أو صمتاً لا يُحتمل.

Kommentare

التنقل السريع