لقرية / وإعادة ترتيب القيم النبيلة
في قصيدة :
** هل لريفنا في قلبك مكان ؟ **
للشاعر : محمد زغلال محمد
.
شكرا للأديبة الناقدة : مالكة عسال على إعطاء المزيد من الحرية للمتلقي ، كي ينبش في ذاكرة القرية من خلال قصيدتي -- هل لريفنا في قلبك مكان ؟ -- حتى يتمكن من تقريب المشاهد والابتعاد عن الأخطاء التي تسعى إلى تغيير المظاهر التي تفكك الصور الفنية في ذاكرة المتلقي حين تشد انتباهه إلى القيم المستوحاة من براءة العيش في البادية .
محمد زغلال محمد .
ليس الشعر تصفيف عبارات خالية من القصد ولا ترصيع كلمات على فراغ، بل هو نبض صارخ ومشاعر ساخنة تتدفق في جدول النظم كالسيل عبر منحدر ،،،هكذا رأيت هذه القصيدة للشاعر محمد زغلال حول القرية ،،، وكقراء سندخل في كنه السؤال متوغلين في العمود الفقري للقصيدة ،، ماذا يقصد شاعرنا بالضبط.؟؟ وماذا يعني بالقرية ؟؟ هل فعلا يقصد الشاعر القرية /المكان البدوي وما يمتاز به من مرافق فلاحية ولم تبق منه إلا الأطلال ؟؟؟، أو مسقط الرأس البيت الكبير الذي ولد فيه فعبثت به يد الزمان وغدا أهله في خبر كان فلاحت له الأماكن التي شهدت ذكريات جميلة، فتحسر على ماضيه وما فقده من أحباء فاشتد به الحنين ؟؟؟؟،، ، أم يقصد أقطاب وطنه الشامخة التي تنفس هواءها وشرب ماءها وانغمست قدمه في ترابها، فبيعت وزيعة للغرباء جزءا جزءا ، وأصبحوا يعبثوا بضفائرها ، ويتلاعبوا بأذيالها وربابنة سفينتها يغطون في نومهم الثقيل؟؟؟ ولا أشك في أن الوصف الأخير أو القصد هو الصائب ،،،،
كان هذا أو ذاك فالبوح موجع حد النزف حول أشياء ثمينة وأصبحت في هذا الزمن رخيصة ، وأخرى هادفة وأصبحت تافهة، وغيرها كانت لها معنى اختفت وطواها كتاب النسيان، لكن مازال بعض الأثر يدغدغ العمق ويهز الذات من الجذور، لما تتراقص أشرطته في الذاكرة بكل التفاصيل وأدق الجزئيات، مما يكبدها آلاما غائرة لابلسم لها... وفي الغالب يقصد شاعرنا أمجاد الوطن بتاريخه العميق /القيم النبيلة من حب وتسامح ومحبة وإخاء، الروابط العائلية المبنية على الصدق والوفاء والالتحام، العلاقات الطيبة التي تحكمها النوايا الحسنة والانسجام والتضامن والتعاون ، أشياء طبعتها الدماثة والأخلاق الطيبة غارت في جب الوقت وعلى أنقاضها طفحت أشياء غير مقبولة بل ليست في محلها فسادت الفوضى، وهنا يتضخم السؤال عمن يعيد هذه الأشياء النبيلة التي توارت في ترسبات النسيان إلى خاناتها المعهودة ؟؟ ومن يطرد من حوزتها الاعتقادات الواهية والخرافات المهيمنة وماساد من أمية وجهل استفحل آثارهما في كل الرقع والربوع ، ؟؟ كيف يمكن استرجاع الضوء لطرد طيور الظلام ؟؟ أسئلة صلبة تقرع جمجمة كل متأمل للأوضاع التي اكتنفتها أسرار مبهمة؟؟ ولماذا اشتد الأمر إلى درجة من حاول إعاد الترتيب أو فك اللغز ووضع الإصبع على اللبس أو حشر أنفه في هذه الفوضى لتصويب الخلل بكشف الغطاء عما يجري تحت أفق النهر من ترسبات ، ووضع إصبع الفضح بالتدقيق على مكمن الداء ،ينتظره الحتف متربعا على كرسي القرصنة بشتى طرقه وبأوسع مراميه،،،، قصيدة رمزية مجازية تتراقص صورها كأسراب الفراشات الملونة، فتشكل لوحات متراصة كأنها نحتت بريشة فنان، ولغة نطت من صمت رهيب بصرخة مدوية مصقولة ،مطرزة باستعارات لامتناهية عرف شاعرنا كيف يراوغها وينطقها بما لم تقله.. حياك الله وبياك نصك شهي والتهمت بعض أجزائه ...
أختك مالكة عسال
تعليقات
إرسال تعليق