القائمة الرئيسية

الصفحات

الأديبة للا إيمان الشباني وكتابها الالكتروني [ روحانيات رمضانية ] . توثيق محمد زغلال محمد .


 

الاستعداد لرمضان 

عند اقتراب شهر رمضان الكريم تتغير مظاهر الحياة في المجتمعات الإسلامية ويبدأ الناس في الاستعداد لهذا الشهر الفضيل بطرق مختلفة تتراوح بين الروحاني والمادي ومن أبرز هذه المظاهر التي نشهدها كل عام تسابق الناس إلى تحضير الحلويات وشراء لوازم المطبخ بشكل مبالغ فيه وكأنهم يستعدون لمهرجان طعام وليس لشهر عبادة وصيام في الوقت الذي يُفترض أن يكون التركيز فيه منصباً على الروحانيات والاقتراب من الله تعالى

شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهو فرصة لتطهير النفس والروح من شوائب الدنيا والتقرب إلى الله بالصلاة والصيام وقراءة القرآن والقيام بالأعمال الصالحة ومع ذلك نجد أن الكثير من الناس يحوّلون هذا الشهر إلى موسم للطعام والشراب حيث يمتلئ المطبخ بأنواع لا حصر لها من الأطعمة والحلويات التي قد لا نراها في بقية شهور السنة وتصبح مائدة الإفطار معرضاً لأشهى الأطباق وأغناها وكأن الصيام كان فقط للحرمان المؤقت من الطعام وليس لتربية النفس على الزهد والاعتدال

هذا التوجه المادي يتعارض مع جوهر رمضان الذي يهدف إلى تربية النفس على الصبر والاعتدال والتفكير في الفقراء والمحتاجين الذين لا يجدون لقمة العيش حتى في غير رمضان فبدلاً من أن يكون هذا الشهر فرصة لتجديد الروح والابتعاد عن الإسراف نجد أنفسنا نقع في فخ الاستهلاك المفرط والاهتمام الزائد بالمأكولات مما يضيع علينا فرصة الاستفادة الحقيقية من روحانيات هذا الشهر الكريم

إن الانشغال بتحضير الطعام وقضاء ساعات طويلة في إعداد الحلويات يسرق الوقت الثمين الذي كان من الممكن أن يُستثمر في قراءة القرآن أو الصلاة أو حتى الجلوس مع الأسرة لتبادل الحديث عن القيم والمبادئ التي جاء بها هذا الشهر الفضيل وقد يتحول الأمر إلى عادة تثقل كاهل الأسر مادياً ونفسياً وتخلق نوعاً من التنافس غير المبرر بين العائلات في إعداد الموائد الفاخرة بدلاً من التركيز على البساطة والخشوع

ومن المؤسف أن هذا التوجه لا يتوقف عند حدود المنازل بل يمتد إلى الأسواق والمحلات التي تعج بالمتسوقين قبل رمضان بأسابيع حيث ترتفع الأسعار وتزداد العروض الترويجية التي تستهدف جيوب الناس وتغذي ثقافة الاستهلاك المفرط وهذا يخلق نوعاً من الضغط الاجتماعي الذي يجعل البعض يشعر بأنه مضطر لمواكبة هذا السباق حتى وإن كان ذلك على حساب ميزانيته أو راحته النفسية

الحقيقة أن شهر رمضان ليس مناسبة للترف بل هو دعوة للتأمل في نعم الله وشكرها وعدم الإسراف في استخدامها قال تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" فالصيام ليس فقط عن الطعام والشراب بل هو أيضاً صيام عن الشهوات والرغبات الزائدة وتربية للنفس على القناعة والرضا بما هو متاح دون تكلف أو مبالغة

ينبغي علينا أن نعيد النظر في الطريقة التي نستقبل بها شهر رمضان وأن نحاول جاهدين التركيز على الجوانب الروحانية التي جاء هذا الشهر لتكريسها فبدلاً من الانشغال بالمطبخ يمكننا استغلال هذا الشهر في تحسين علاقتنا بالله وبالناس من حولنا عبر الصدقة وصلة الرحم ومساعدة المحتاجين والمشاركة في الأنشطة الخيرية التي تعود بالنفع على المجتمع بأسره

في الختام يبقى رمضان فرصة عظيمة للتغيير وتجديد العهد مع الله وتطهير القلب من حب الدنيا وتوجيه الجهود نحو ما يرضي الله حقاً فإذا استطعنا أن نعيد لهذا الشهر مكانته الحقيقية في حياتنا فسوف نجد أن بركته تتجاوز مجرد الامتناع عن الطعام والشراب إلى تهذيب النفس وتزكيتها وجعلها أكثر قرباً من خالقها


… تجلي النور في القلب"

يحل رمضان كزائر كريم، يطرق أبواب القلوب، وينادي الأرواح للعودة إلى أصلها النقي. إنه شهر ليس كغيره، بل موسم من الصفاء، حيث تصفو النفوس وتتجدد العهود بين العبد وربه
في هذه اللحظة، خذ نفسًا عميقًا… استشعر أنك أمام بداية جديدة، حيث تتلاشى الأثقال، ويغدو القلب خفيفًا كريشة في مهب النور الإلهي..
قال رسول الله ﷺ: "إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين" (متفق عليه)
تأمل هذا الحديث… أي باب من الجنة تود أن تلجه؟ وأي أثقال تسعى أن تتحرر منها؟
لحظة تأمل::
...
...اجلس في مكان هادئ، وأغمض عينيك..
...استحضر نعمة وجودك في هذا الشهر، واسأل نفسك: ماذا يريد الله مني في هذه الأيام المباركة؟
....
..دع قلبك يهمس "يا الله، جئت إليك كما أنا، فخذ بيدي إلى ما تحب وترضى"
هذا رمضان… فرصة أن نبدأ من جديد، فهلّا بدأنا؟
إشراقة اليوم:
"رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو ولادة جديدة للنفس في حضرة النور..


الحلقة الثانية: 
فضل الصيام وثوابه
... 
الحمد لله الذي فرض علينا الصيام، وشرّفه بأن نسبه إليه دون سائر الأعمال، وجعله سببًا لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
... 
معنى الحديث وفضله:
روى النبي ﷺ عن رب العزة قوله: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" [رواه مسلم]
يبيّن لنا هذا الحديث الشريف عظمة الصيام ومكانته الخاصة عند الله تعالى، فهو العبادة الوحيدة التي اختص الله بمجازاة العبد عليها بنفسه، دون تحديد مقدار الأجر، مما يدل على عظيم الفضل والخير الذي يناله الصائم.
... 
لماذا اختص الله الصيام لنفسه

1 - إخلاص العبد في الصيام:
 الصيام عبادة خفية، لا يراها أحد إلا الله، ولا يدخلها الرياء بسهولة، بخلاف باقي العبادات التي قد تُرى من الناس:
... 

2 - كسر شهوات النفس: الصيام يُهذب النفس ويعلمها الصبر، ويكبح جماح الشهوات، فيرتقي العبد في درجات التقوى.
... 

3. صلة الصائم بالله:
4. حين يمتنع الصائم عن الطعام والشراب، فهو يعلن طاعته المطلقة لله، ويؤكد أنه يقدّم أمر الله على حاجاته الأساسية*

فرحتان للصائم*
1 - فرحة عند فطره: حين يفطر الصائم، يشعر بالسرور والراحة لأنه أكمل طاعة الله، وهذا الفرح دنيويّ*
 2- فرحة عند لقاء ربه: وهي الفرحة الكبرى يوم القيامة حين يرى الصائم جزاء صيامه في صحيفته، وينال الأجر الذي لا يعلمه إلا الله:
.. 
رائحة فم الصائم عند الله
يشير الحديث إلى أن "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، وهذا يدل على مدى تقبل الله لعبادة الصيام، حتى إن الرائحة التي قد ينفر منها الناس تصبح عند الله طيبة، لأنها نتجت عن طاعة عظيمة... 
خاتمة:
رمضان فرصة ذهبية لنا لنتقرب إلى الله، ونحقق الإخلاص في العبادة، ونحظى بهذا الجزاء العظيم الذي لا حدّ له. فلنحرص على الصيام كما أراده الله، ولنستثمره في الطاعات، حتى نفرح يوم نلقى الله عز وجل:

نسأل الله أن يرزقنا الصيام والقيام، وأن يتقبل منا أعمالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه...


نفحات روحانية الحلقة الثالثة

عنوان الموضوع التجليات الروحية بين القلب والعقل

المقدمة
الروحانية ليست مجرد طقوس او تأملات بل هي رحلة داخلية تسبر اغوار النفس تبحث عن النور وسط ظلمات الحياة وتصل بين العقل والقلب في توازن دقيق فكيف يمكن للإنسان ان يعيش نفحات روحانية حقيقية في عالم مليء بالصخب والتشتت

المحور الأول جوهر الروحانية الحقيقية
الروحانية الحقة لا تقتصر على الانعزال او الطقوس الظاهرية بل هي إحساس داخلي عميق بالسكينة والطمأنينة ينبع من الإيمان بالله والتواصل معه عبر التأمل الدعاء والاعمال الصالحة فهي ليست انفصالا عن الواقع بل تفاعل إيجابي معه بمنظور اعمق

المحور الثاني كيف نستشعر النفحات الروحية
الذكر والتأمل ذكر الله يمنح القلب نورا وصفاء بينما التأمل يساعد على تهدئة العقل وإدراك الجمال الإلهي في الكون
الإحسان والتواضع النفحات الروحانية تتجلى في فعل الخير دون انتظار مقابل فالقلب النقي يجد الله في كل عمل نبيل
التوازن بين القلب والعقل لا يمكن للعقل وحده ان يدرك اسرار الروح ولا للقلب ان يسير بلا وعي لذا فان الجمع بين العلم والإيمان يقود الى الروحانية المتزنة

المحور الثالث تجارب ونماذج روحانية من الحياة
كثيرون وجدوا في الروحانية ملاذا من متاعب الدنيا سواء من خلال العبادات التأمل في الطبيعة او حتى في اعمالهم اليومية التي يؤدونها بنية خالصة قصص الأولياء والعلماء مليئة بنفحات ايمانية تدل على عمق التجربة الروحية

الخاتمة
الروحانية ليست شيئا بعيدا او غامضا بل هي اقرب الينا مما نتصور انها في بسمة صادقة في صلاة خاشعة في لحظة تأمل صافية من عاش الروحانية بصدق وجد النور في داخله قبل ان يبحث عنه في الخارج 

الحلقة 4
رمضان طريق للتقوى و الصفاء

الصيام ركن من اركان الاسلام و هو طريق للتقوى و الصفاء فهو عباده تجمع بين الجسد و الروح في توازن بديع

في هذا الشهر العظيم يسمو الانسان فوق شهواته و يقترب من بارئه بالصبر و الذكر و التضرع فيه يشعر بجوع المحتاج و يرق قلبه للفقير فيعطي بلا تردد و يزداد كرما

الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام و الشراب بل يشمل ضبط اللسان و تصفية القلب من الغل و الحقد و نشر المحبه بين الناس فهو تهذيب للنفس و فرصه لتجديد العهد مع الخالق و اصلاح ما فسد من الاعمال

في ليالي هذا الشهر تهفو القلوب الى الخشوع و يقوم العبد بين يدي ربه راجيا رحمته غافرا زلاته داعيا ان يكون من عتقاء النار فطوبى لمن احسن صيامه و قامه و جعل منه جسرا الى جنه عرضها السماوات و الارض


الحلقة الخامسة
الصيام في شهر رمضان وأثره على الصحة والجهاز الهضمي
.. 
يُعَدّ شهر رمضان فرصة ذهبية لتعزيز الصحة الجسدية والروحية، حيث يؤثر الصيام بشكل إيجابي على الجهاز الهضمي ويمنحه فترة راحة يحتاجها من أجل تحسين وظائفه فعندما يمتنع الصائم عن تناول الطعام لساعات طويلة، يقل معدل استهلاك السعرات الحرارية، مما يساعد في تقليص حجم المعدة تدريجيًا، وتقليل الشهية، مما يجعله أكثر قدرة على تنظيم عاداته الغذائية حتى بعد انتهاء الشهر الكريم.

فوائد الصيام للجهاز الهضمي

١. راحة الجهاز الهضمي: يمنح الصيام المعدة والأمعاء فترة استراحة من العمل المستمر في هضم الطعام، مما يقلل من الضغط عليها ويساعد في تحسين الهضم بعد انتهاء الصيام

...
٢.تحفيز عملية التمثيل الغذائي: يساعد الامتناع عن الطعام لساعات طويلة في تحسين حساسية الجسم للإنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم، مما يساهم في الوقاية من أمراض السكري والسمنة.


٣... تنظيف الجسم من السموم: خلال ساعات الصيام، يبدأ الجسم في استخدام مخزون الدهون لإنتاج الطاقة، مما يساعد في التخلص من السموم المتراكمة وتحسين وظائف الكبد والكلى
... 


٤. تقليل الالتهابات المعوية: الصيام يمكن أن يقلل من أعراض بعض المشكلات الهضمية، مثل متلازمة القولون العصبي، نظرًا لقلة تعرض الأمعاء للغذاء المحفز للالتهابات

... 
5. تعزيز العادات الغذائية الصحية: مع مرور أيام الصيام، يعتاد الجسم على استهلاك كميات أقل من الطعام، مما يقلل من العادات السيئة مثل تناول الوجبات السريعة أو الإفراط في الأكل


.. 
الصيام مقارنةً بالحميات الغذائية
... 
يُعَدّ الصيام أكثر فاعلية من العديد من الحميات الغذائية، حيث إنه لا يقتصر على تقليل السعرات الحرارية فقط، بل يعزز من قدرة الجسم على التكيف مع نمط غذائي صحي، دون الشعور بحرمان دائم كما هو الحال في بعض الحميات القاسية. كما أن الصيام يُحَفِّز عملية الأيض بطريقة طبيعية، مما يساعد في فقدان الوزن بشكل متوازن وصحي
... 
نصائح للاستفادة القصوى من الصيام صحيًا
... 
تناول وجبة سحور غنية بالبروتين والألياف للحفاظ على الطاقة طوال اليوم
... 
شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم
... 
تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والمقلية لتجنب عسر الهضم
... 
ممارسة النشاط البدني الخفيف بعد الإفطار لتحفيز عملية الهضم وتعزيز الصحة

... 
يُعدّ الصيام في رمضان تجربة صحية متكاملة، تجمع بين الفوائد الجسدية والروحية، مما يجعله وسيلة فعالة لتحسين صحة الجهاز الهضمي وتنظيم العادات الغذائية، كما أنه يمثل فرصة لإعادة التوازن إلى الجسم بطريقة طبيعية وآمنة، تفوق العديد من الحميات الغذائية الصارمة


الحلقة 6
الحمية الرمضانية وهي ما يغفل عنها الكثير

إليك بعض النصائح لحمية غذائية متوازنة خلال شهر رمضان، التي تحافظ على طاقتك وصحتك:
... 
١. السحور.
تناول وجبة سحور غنية بالألياف والبروتينات، مثل البيض، الحبوب الكاملة، أو الزبادي مع الفواكه والمكسرات.
تجنب الأطعمة المالحة أو المقلية لأنها قد تسبب العطش طوال اليوم.
...٢. الإفطار.

ابدأ بتناول تمرات وماء لتزويد جسمك بالطاقة والعناصر الغذائية الأساسية بعد الصيام. 
يمكنك تناول شوربة دافئة تحتوي على الخضروات والبروتينات. 
اختر الأطعمة التي تحتوي على البروتين (مثل اللحوم المشوية أو الأسماك) والكربوهيدرات المعقدة (مثل الأرز البني أو الخبز الكامل) للحفاظ على مستويات الطاقة
... 
٣. الوجبات الخفيفة:
بعد التراويح، يمكن تناول مكملات غذائية خفيفة مثل الفواكه الطازجة أو مكسرات غير مملحة
تجنب الأطعمة السكرية أو المليئة بالدهون الضارة لأنها قد تؤدي إلى زيادة الوزن والشعور بالتعب
... 
٤. الماء:
تأكد من شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف. 
تجنب المشروبات السكرية والمشروبات الغازية التي قد تسبب زيادة الوزن أو العطش

٥. الرياضة. 
مارس الرياضة بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث للحفاظ على لياقتك البدنية
... 
تجنب ممارسة التمارين الشاقة أثناء الصيام لتجنب الإرهاق
... 
هذه الحمية تساعد في الحفاظ على التوازن بين العناصر الغذائية وتجنب الإفراط في الأكل خلال الشهر الفضيل


الحلقة السابعة 
صلة الرحم 

صلة الرحم من أعظم الاعمال التي يحبها الله وتعزز المحبة بين الناس وهي من اسباب البركة في العمر والرزق وقد حث عليها الاسلام وجعلها سببا لدخول الجنة فقد قال رسول الله من سره ان يبسط له في رزقه او ينسأ له في اثره فليصل رحمه

فضل صلة الرحم في رمضان

في رمضان تتضاعف الحسنات ويكون الناس اكثر قربا من بعضهم لهذا تكون صلة الرحم فيه اكثر اثرا فالقلوب تكون صافية والاجواء ايمانية مما يجعل زيارة الاقارب او الاتصال بهم عملا طيبا يزيد الاجر ويزيل الخلافات ان وجدت

طرق صلة الرحم في رمضان

اولا زيارة الاقارب والجلوس معهم ولو وقتا قصيرا ثانيا الاتصال بهم او ارسال رسائل ود ومحبة ثالثا دعوتهم الى الافطار او مشاركتهم في اعمال الخير رابعا تقديم المساعدة للمحتاجين من الاهل والاقارب خامسا الدعاء لهم في الصلوات وذكرهم بالخير

أثر صلة الرحم في رمضان

صلة الرحم تقوي الروابط بين العائلات وتجعل الناس اكثر سعادة وتحقق التكافل الاجتماعي وتبعد القطيعة والخصام كما انها سبب لمغفرة الذنوب وقبول الاعمال في هذا الشهر الفضيل

خاتمة

يجب علينا جميعا ان نستغل رمضان في تقوية علاقتنا باهلنا وان نجعل هذا الشهر فرصة لمسامحة بعضنا البعض والتقرب الى الله بصلة الرحم حتى ننال البركة والخير في حياتنا

فضائل صوم رمضان
الحلقة الثامنة

صوم رمضان هو عبادة عظيمة لها مكانة كبيرة في الإسلام، وهي إحدى أركان الدين الخمسة. يُعتبر الصوم في شهر رمضان من الواجبات التي فرضها الله على المسلمين بإجماع العلماء، وهو يمثل طهارة نفسية وروحية، ويعزز الصلة بالله تعالى.

يبدأ صوم رمضان من الفجر الصادق حتى غروب الشمس، ويشمل الإمساك عن المفطرات مثل الطعام والشراب، وكذلك عن كل ما يفسد الصوم من قول أو فعل. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المسلمون أن صوم رمضان هو فرصة للتقرب إلى الله، ولتحقيق التقوى والنقاء الداخلي.

فضائل صوم رمضان لا تعد ولا تحصى، ومنها أنه وسيلة لتهذيب النفس، وتنمية الصبر، وتعزيز الشعور بالرحمة تجاه الفقراء والمحتاجين. كما أن قيام الليل في رمضان، وخاصة في العشر الأواخر منه، له أجر عظيم. وفي هذه الليالي المباركة، يُستحب الإكثار من الدعاء والعبادة، حيث يُعتقد أن في العشر الأواخر توجد ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

صوم رمضان ليس فقط عبادة جسدية، بل هو تجربة روحية تعزز الإيمان وتقوي العلاقة بالله، كما أنها فرصة للتوبة والتطهير، مما يجعله حدثًا عظيمًا في حياة المسلم.


الحلقة التاسعة
تقوية االعلاقة مع الله 
رمضان هو شهر مبارك في الدين الإسلامي، يُعتبر فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية العلاقة مع الله، وتعزيز الروحانية. هو شهر الصوم الذي يتم فيه الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، لكنه ليس مجرد فترة للتوقف عن الأكل والشرب، بل هو فرصة للتوبة والتطهر الداخلي، وتنقية الروح من الشوائب.
يمكننا التحدث عن العديد من الجوانب الروحانية التي يتسم بها هذا الشهر:

1. الصوم والتقوى: الصوم في رمضان ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن المعاصي والأفعال السيئة. إنه فرصة لتحقيق التقوى، وهو الهدف الأساسي من الصوم كما ورد في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
2 . القرآن الكريم: رمضان هو شهر نزول القرآن، ولذلك يعتبر تلاوة القرآن في هذا الشهر عبادة خاصة. المسلمون يحرصون على ختم القرآن في هذا الشهر، مما يعزز من التعلق بالكلمات الإلهية والاستفادة منها في حياتهم اليومية.
3. العبادات الجماعية: من أبرز ما يميز رمضان، الصلاة في المسجد والتراويح، وهي فرصة لتقوية الروابط بين المسلمين وتعزيز الروح الجماعية. في هذا الشهر، يتجمع الناس للصلاة معًا، مما يعزز من الوحدة والتعاون.
4. ليلة القدر: رمضان يحتوي على ليلة القدر، وهي أفضل من ألف شهر، وفيها ينزل القرآن. هي ليلة مليئة بالرحمة والمغفرة، ويحرص المسلمون على الدعاء والتضرع لله في هذه الليلة لطلب العفو والغفران.
5. الزكاة والصدقات: رمضان هو أيضًا فرصة للتصدق وزيادة الأعمال الخيرية. المسلمون يحرصون على إخراج الزكاة والصدقات لمساعدة المحتاجين، مما يعزز من روح التعاون والتكافل الاجتماعي
6  النفحات الروحانية: يتسم رمضان بنفحات روحانية خاصة، حيث يشعر المسلمون بالقرب من الله أكثر في هذا الشهر. الروحانية تتجلى في حالة من السكينة والطمأنينة التي يعيشها الصائم أثناء عباداته.
يمكن أن يكون رمضان فرصة لتغيير الذات، وتقوية العلاقة مع الله، وعيش تجربة روحية عميقة، تجمع بين العبادة والإحساس بالسلام الداخلي والهدف الأسمى في الحياة.


نفحات رمضانية 
الحلقة العاشرة
الاعشر الاوائل من رمضان 

تعتبر الأيام  العشر  الأولى من رمضان  مطلع بداية خير عند المؤمنين حين يتفاءل الإنسان به مقدمة خير

العشر الأولى من رمضان تعد من أوقات البركة والرحمة التي تحمل في طياتها فرصًا عظيمة للمسلم للاقتراب من الله، حيث يبدأ الصائمون رحلتهم الروحية في هذا الشهر المبارك. ويمثل هذا الوقت فرصة عظيمة لتجديد النية وتعميق الإيمان. إليك بعض الجوانب التي يمكن التطرق إليها في موضوع حول العشر الأولى من رمضان:

 رحمة الله وفتح أبواب المغفرة: العشر الأولى من رمضان هي بداية شهر الرحمة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين" (رواه مسلم) هذه الفترة تعتبر فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله

فالصيام ركن من اركان الاسلام و هو طريق للتقوى و الصفاء فهو عباده تجمع بين الجسد و الروح في توازن بديع

في هذا الشهر العظيم يسمو الانسان فوق شهواته و يقترب من بارئه بالصبر و الذكر و التضرع فيه يشعر بجوع المحتاج و يرق قلبه للفقير فيعطي بلا تردد و يزداد كرما

الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام و الشراب بل يشمل ضبط اللسان و تصفية القلب من الغل و الحقد و نشر المحبه بين الناس فهو تهذيب للنفس و فرصه لتجديد العهد مع الخالق و اصلاح ما فسد من الاعمال

في ليالي هذا الشهر تهفو القلوب الى الخشوع و يقوم العبد بين يدي ربه راجيا رحمته غافرا زلاته داعيا ان يكون من عتقاء النار فطوبى لمن احسن صيامه و قامه و جعل منه جسرا الى جنه عرضها السماوات و الارض
للاإيمان الشباني الحلقة التاسعة
تقوية االعلاقة مع الله 
رمضان هو شهر مبارك في الدين الإسلامي، يُعتبر فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية العلاقة مع الله، وتعزيز الروحانية. هو شهر الصوم الذي يتم فيه الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، لكنه ليس مجرد فترة للتوقف عن الأكل والشرب، بل هو فرصة للتوبة والتطهر الداخلي، وتنقية الروح من الشوائب.
يمكننا التحدث عن العديد من الجوانب الروحانية التي يتسم بها هذا الشهر:

1. الصوم والتقوى: الصوم في رمضان ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن المعاصي والأفعال السيئة. إنه فرصة لتحقيق التقوى، وهو الهدف الأساسي من الصوم كما ورد في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
2 . القرآن الكريم: رمضان هو شهر نزول القرآن، ولذلك يعتبر تلاوة القرآن في هذا الشهر عبادة خاصة. المسلمون يحرصون على ختم القرآن في هذا الشهر، مما يعزز من التعلق بالكلمات الإلهية والاستفادة منها في حياتهم اليومية.
3. العبادات الجماعية: من أبرز ما يميز رمضان، الصلاة في المسجد والتراويح، وهي فرصة لتقوية الروابط بين المسلمين وتعزيز الروح الجماعية. في هذا الشهر، يتجمع الناس للصلاة معًا، مما يعزز من الوحدة والتعاون.
4. ليلة القدر: رمضان يحتوي على ليلة القدر، وهي أفضل من ألف شهر، وفيها ينزل القرآن. هي ليلة مليئة بالرحمة والمغفرة، ويحرص المسلمون على الدعاء والتضرع لله في هذه الليلة لطلب العفو والغفران.
5. الزكاة والصدقات: رمضان هو أيضًا فرصة للتصدق وزيادة الأعمال الخيرية. المسلمون يحرصون على إخراج الزكاة والصدقات لمساعدة المحتاجين، مما يعزز من روح التعاون والتكافل الاجتماعي
6  النفحات الروحانية: يتسم رمضان بنفحات روحانية خاصة، حيث يشعر المسلمون بالقرب من الله أكثر في هذا الشهر. الروحانية تتجلى في حالة من السكينة والطمأنينة التي يعيشها الصائم أثناء عباداته.
يمكن أن يكون رمضان فرصة لتغيير الذات، وتقوية العلاقة مع الله، وعيش تجربة روحية عميقة، تجمع بين العبادة والإحساس بالسلام الداخلي والهدف الأسمى في الحياة.
للاايمان الشباني 
الحلقة التاسعة
تقوية االعلاقة مع الله 
رمضان هو شهر مبارك في الدين الإسلامي، يُعتبر فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية العلاقة مع الله، وتعزيز الروحانية. هو شهر الصوم الذي يتم فيه الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، لكنه ليس مجرد فترة للتوقف عن الأكل والشرب، بل هو فرصة للتوبة والتطهر الداخلي، وتنقية الروح من الشوائب.
يمكننا التحدث عن العديد من الجوانب الروحانية التي يتسم بها هذا الشهر:

1. الصوم والتقوى: الصوم في رمضان ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن المعاصي والأفعال السيئة. إنه فرصة لتحقيق التقوى، وهو الهدف الأساسي من الصوم كما ورد في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
2 . القرآن الكريم: رمضان هو شهر نزول القرآن، ولذلك يعتبر تلاوة القرآن في هذا الشهر عبادة خاصة. المسلمون يحرصون على ختم القرآن في هذا الشهر، مما يعزز من التعلق بالكلمات الإلهية والاستفادة منها في حياتهم اليومية.
3. العبادات الجماعية: من أبرز ما يميز رمضان، الصلاة في المسجد والتراويح، وهي فرصة لتقوية الروابط بين المسلمين وتعزيز الروح الجماعية. في هذا الشهر، يتجمع الناس للصلاة معًا، مما يعزز من الوحدة والتعاون.
4. ليلة القدر: رمضان يحتوي على ليلة القدر، وهي أفضل من ألف شهر، وفيها ينزل القرآن. هي ليلة مليئة بالرحمة والمغفرة، ويحرص المسلمون على الدعاء والتضرع لله في هذه الليلة لطلب العفو والغفران.
5. الزكاة والصدقات: رمضان هو أيضًا فرصة للتصدق وزيادة الأعمال الخيرية. المسلمون يحرصون على إخراج الزكاة والصدقات لمساعدة المحتاجين، مما يعزز من روح التعاون والتكافل الاجتماعي
6  النفحات الروحانية: يتسم رمضان بنفحات روحانية خاصة، حيث يشعر المسلمون بالقرب من الله أكثر في هذا الشهر. الروحانية تتجلى في حالة من السكينة والطمأنينة التي يعيشها الصائم أثناء عباداته.
يمكن أن يكون رمضان فرصة لتغيير الذات، وتقوية العلاقة مع الله، وعيش تجربة روحية عميقة، تجمع بين العبادة والإحساس بالسلام الداخلي والهدف الأسمى في الحياة.


نفحات رمضانية 
الحلقة العاشرة
الاعشر الاوائل من رمضان 

تعتبر الأيام  العشر  الأولى من رمضان  مطلع بداية خير عند المؤمنين حين يتفاءل الإنسان به مقدمة خير

العشر الأولى من رمضان تعد من أوقات البركة والرحمة التي تحمل في طياتها فرصًا عظيمة للمسلم للاقتراب من الله، حيث يبدأ الصائمون رحلتهم الروحية في هذا الشهر المبارك. ويمثل هذا الوقت فرصة عظيمة لتجديد النية وتعميق الإيمان. إليك بعض الجوانب التي يمكن التطرق إليها في موضوع حول العشر الأولى من رمضان:

 رحمة الله وفتح أبواب المغفرة: العشر الأولى من رمضان هي بداية شهر الرحمة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين" (رواه مسلم) هذه الفترة تعتبر فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله

فالصيام ركن من اركان الاسلام و هو طريق للتقوى و الصفاء فهو عباده تجمع بين الجسد و الروح في توازن بديع

في هذا الشهر العظيم يسمو الانسان فوق شهواته و يقترب من بارئه بالصبر و الذكر و التضرع فيه يشعر بجوع المحتاج و يرق قلبه للفقير فيعطي بلا تردد و يزداد كرما

الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام و الشراب بل يشمل ضبط اللسان و تصفية القلب من الغل و الحقد و نشر المحبه بين الناس فهو تهذيب للنفس و فرصه لتجديد العهد مع الخالق و اصلاح ما فسد من الاعمال

في ليالي هذا الشهر تهفو القلوب الى الخشوع و يقوم العبد بين يدي ربه راجيا رحمته غافرا زلاته داعيا ان يكون من عتقاء النار فطوبى لمن احسن صيامه و قامه و جعل منه جسرا الى جنه عرضها السماوات و الارض
للاإيمان الشباني الحلقة التاسعة
تقوية االعلاقة مع الله 
رمضان هو شهر مبارك في الدين الإسلامي، يُعتبر فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية العلاقة مع الله، وتعزيز الروحانية. هو شهر الصوم الذي يتم فيه الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، لكنه ليس مجرد فترة للتوقف عن الأكل والشرب، بل هو فرصة للتوبة والتطهر الداخلي، وتنقية الروح من الشوائب.
يمكننا التحدث عن العديد من الجوانب الروحانية التي يتسم بها هذا الشهر:

1. الصوم والتقوى: الصوم في رمضان ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن المعاصي والأفعال السيئة. إنه فرصة لتحقيق التقوى، وهو الهدف الأساسي من الصوم كما ورد في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
2 . القرآن الكريم: رمضان هو شهر نزول القرآن، ولذلك يعتبر تلاوة القرآن في هذا الشهر عبادة خاصة. المسلمون يحرصون على ختم القرآن في هذا الشهر، مما يعزز من التعلق بالكلمات الإلهية والاستفادة منها في حياتهم اليومية.
3. العبادات الجماعية: من أبرز ما يميز رمضان، الصلاة في المسجد والتراويح، وهي فرصة لتقوية الروابط بين المسلمين وتعزيز الروح الجماعية. في هذا الشهر، يتجمع الناس للصلاة معًا، مما يعزز من الوحدة والتعاون.
4. ليلة القدر: رمضان يحتوي على ليلة القدر، وهي أفضل من ألف شهر، وفيها ينزل القرآن. هي ليلة مليئة بالرحمة والمغفرة، ويحرص المسلمون على الدعاء والتضرع لله في هذه الليلة لطلب العفو والغفران.
5. الزكاة والصدقات: رمضان هو أيضًا فرصة للتصدق وزيادة الأعمال الخيرية. المسلمون يحرصون على إخراج الزكاة والصدقات لمساعدة المحتاجين، مما يعزز من روح التعاون والتكافل الاجتماعي
6  النفحات الروحانية: يتسم رمضان بنفحات روحانية خاصة، حيث يشعر المسلمون بالقرب من الله أكثر في هذا الشهر. الروحانية تتجلى في حالة من السكينة والطمأنينة التي يعيشها الصائم أثناء عباداته.
يمكن أن يكون رمضان فرصة لتغيير الذات، وتقوية العلاقة مع الله، وعيش تجربة روحية عميقة، تجمع بين العبادة والإحساس بالسلام الداخلي والهدف الأسمى في الحياة.
للاايمان الشباني 
الحلقة التاسعة
تقوية االعلاقة مع الله 
رمضان هو شهر مبارك في الدين الإسلامي، يُعتبر فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية العلاقة مع الله، وتعزيز الروحانية. هو شهر الصوم الذي يتم فيه الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، لكنه ليس مجرد فترة للتوقف عن الأكل والشرب، بل هو فرصة للتوبة والتطهر الداخلي، وتنقية الروح من الشوائب.
يمكننا التحدث عن العديد من الجوانب الروحانية التي يتسم بها هذا الشهر:

1. الصوم والتقوى: الصوم في رمضان ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن المعاصي والأفعال السيئة. إنه فرصة لتحقيق التقوى، وهو الهدف الأساسي من الصوم كما ورد في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
2 . القرآن الكريم: رمضان هو شهر نزول القرآن، ولذلك يعتبر تلاوة القرآن في هذا الشهر عبادة خاصة. المسلمون يحرصون على ختم القرآن في هذا الشهر، مما يعزز من التعلق بالكلمات الإلهية والاستفادة منها في حياتهم اليومية.
3. العبادات الجماعية: من أبرز ما يميز رمضان، الصلاة في المسجد والتراويح، وهي فرصة لتقوية الروابط بين المسلمين وتعزيز الروح الجماعية. في هذا الشهر، يتجمع الناس للصلاة معًا، مما يعزز من الوحدة والتعاون.
4. ليلة القدر: رمضان يحتوي على ليلة القدر، وهي أفضل من ألف شهر، وفيها ينزل القرآن. هي ليلة مليئة بالرحمة والمغفرة، ويحرص المسلمون على الدعاء والتضرع لله في هذه الليلة لطلب العفو والغفران.
5. الزكاة والصدقات: رمضان هو أيضًا فرصة للتصدق وزيادة الأعمال الخيرية. المسلمون يحرصون على إخراج الزكاة والصدقات لمساعدة المحتاجين، مما يعزز من روح التعاون والتكافل الاجتماعي
6  النفحات الروحانية: يتسم رمضان بنفحات روحانية خاصة، حيث يشعر المسلمون بالقرب من الله أكثر في هذا الشهر. الروحانية تتجلى في حالة من السكينة والطمأنينة التي يعيشها الصائم أثناء عباداته.
يمكن أن يكون رمضان فرصة لتغيير الذات، وتقوية العلاقة مع الله، وعيش تجربة روحية عميقة، تجمع بين العبادة والإحساس بالسلام الداخلي والهدف الأسمى في الحياة.


نفحات رمضانية 
الحلقة الحادية عشر
أثر الكلمة الطيبة والابتسامة برمضان 
.. 
الكلمة الطيبة والابتسامة سلاحان قويان في بناء العلاقات الإنسانية وترسيخ قيم المحبة والسلام بين الناس. فليست مجرد أفعال بسيطة، بل لها تأثير عميق في النفوس، فهي تخفف الألم، وتمسح الحزن، وتزرع الأمل، وتبعث الطمأنينة في القلوب

أهمية الكلمة الطيبة:
الكلمة الطيبة مفتاح القلوب، وهي وسيلة لنشر الخير والسلام بين البشر. قال الله تعالى:
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ" (إبراهيم: 24).
فكما أن الشجرة الطيبة تثمر وتعطي خيرًا، كذلك الكلمة الطيبة تبني النفوس، وتزرع الخير، وتترك أثرًا جميلًا لا ينسى. 

والكلمة الطيبة لا تقتصر على المدح والثناء، بل تشمل كل ما يرفع من معنويات الآخرين، سواء كانت نصيحة، تشجيعًا، مواساة، أو حتى دعاءً صادقًا.

أثر الابتسامة في النفس والمجتمع

الابتسامة من أبسط الوسائل التي يمكن أن تُدخل السرور على القلوب، وهي سلوك نبوي كريم، فقد قال النبي ﷺ:
"تبسمك في وجه أخيك صدقة" (رواه الترمذي).
فالابتسامة تعبر عن المودة، وتكسر الحواجز، وتمنح شعورًا بالراحة والأمان، كما أن لها فوائد صحية، حيث تساعد على تقليل التوتر وتحفيز إفراز هرمونات السعادة في الجسم.

تفعيل الكلمة الطيبة والابتسامة في رمضان

في شهر رمضان المبارك، تزداد حاجة الناس إلى التراحم والتآلف، فالصيام لا يعني فقط الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة أخلاقية تعلم الصبر، والتسامح، والعطاء.

الكلمة الطيبة في رمضان ترفع من معنويات الصائمين، وتعينهم على الصبر.

الابتسامة في رمضان تزيد من الألفة بين الناس، وتعكس روح الإيمان والرضا

وختاما الكلمة الطيبة والابتسامة هما مفتاح القلوب وأساس التعامل الإنساني، وهما لا يحتاجان إلى جهد أو مال، ولكن تأثيرهما يفوق كل شيء، فلنحرص على نشرهما في حياتنا، خصوصًا في رمضان، ليعم الخير، وتكون أفعالنا امتدادًا لرسالة الإسلام في نشر الحب والسلام بين البشر.

الحلقة 12
تغيير نظام الحياة في رمضان 

أثناء شهر رمضان المبارك يتغير نظام الحياة بشكل كامل حيث يتحول النهار إلى وقت للصيام والعبادة بينما يخصص الليل للطعام والراحة قد يعتقد البعض أن النوم لساعات طويلة خلال النهار مع السهر ليلا يمكن أن يكون وسيلة لتخفيف التعب الذي يرافق الصيام ولكن هذه العادة قد تكون ضياعاً لفرصة ثمينة لتحقيق الفائدة الصحية والروحية التي يحققها الصيام

الصيام في رمضان ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب وإنما هو فرصة لتنقية الجسد والروح من السموم الروحية والجسدية مع كل يوم من أيام الصيام يعكف المسلم على تطهير نفسه بالعبادة والتقرب إلى الله بهذه الطريقة يتحقق التوازن بين الروح والجسد عندما يلتزم المرء بممارسة الصيام بشكل صحيح ومعتدل

يؤثر النوم خلال النهار على القدرة على أداء العبادات بشكل جيد ويفقد الشخص طاقته في القيام بالواجبات الدينية كما أن السهر ليلاً يمكن أن يؤثر سلباً على النظام البيولوجي ويحدث خللاً في ساعات النوم مما يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق والتعب ويقلل من الاستفادة من طاقة الصيام وأثره الروحي

من الأفضل في رمضان أن يستغل المسلم ساعات النهار في النشاط والعمل والعبادة بينما يخصص الليل لراحة الجسم والنوم الجيد الذي يمكن أن يعزز الطاقة والتفاعل العقلي بما يمكنه من أداء العبادات على أكمل وجه سواء كان صلاة التراويح أو قراءة القرآن وتدبر معانيه

بذلك تكون ممارسة الصيام بالشكل السليم فرصة رائعة للحصول على توازن صحي وروحي في هذا الشهر المبارك

الحلقة 13

رمضان: شهر التأمل الروحي والتجديد النفسي

يعد شهر رمضان من أعظم الأشهر في حياة المسلم، إذ يمثل فرصة سانحة للتجديد الروحي والتأمل في معنى الحياة. ليس رمضان مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتحسين العلاقة بالله، ولإعادة تقييم الحياة الروحية والنفسية. يتسم هذا الشهر بأجواء خاصة تملؤها العبادة والطاعة، وتعزز فيها القيم الإنسانية التي تحث على الصبر، والتواضع، والعطاء.

الصيام والتأمل الروحي

في رمضان، يصبح الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تمرين روحي يعين المسلم على تقوية إرادته وتهذيب نفسه. يترك المسلم عادة رغباته الطبيعية، مما يساعده على التنبه إلى ما هو أكثر أهمية: العبادة، والصلاة، وقراءة القرآن. هذا الامتناع عن المأكولات والمشروبات يعزز من قدرة المسلم على الانضباط والسيطرة على شهواته.

تجديد العلاقة بالله
إن رمضان هو شهر تكثيف العبادة وتجدُّد الاتصال بالله. من خلال أداء الصلوات الخمس في وقتها، وقراءة القرآن الكريم، والتسبيح، والدعاء، يتقرب المسلم إلى الله، ويشعر بشعور عميق من السكينة والطمأنينة. إن الإحساس بأننا قريبون من الله في هذا الشهر، وأن الله قريب منّا في كل لحظة، يعزز من روح الأمل والإيمان في قلب المؤمن
الصبر والتواضع
واحدة من أعظم الدروس التي يعلمها رمضان هي درس الصبر. فالصيام في هذا الشهر يعين المسلم على التحمل والتصبر في وجه التحديات والصعوبات. من خلال الصيام، يتعلم المسلم كيف يواجه تقلبات الحياة بمرونة وثبات. كما يعزز رمضان من قيمة التواضع، حيث يشعر المسلم بالفقراء والمحتاجين، مما يعمق فيه مشاعر الرحمة والعطف تجاه الآخرين

العطاء والتكافل الاجتماعي
رمضان هو شهر العطاء، سواء كان العطاء ماديًا أو معنويًا. يكثر المسلمون في هذا الشهر من الصدقات، ويحرصون على مشاركة الأطعمة مع الآخرين، خصوصًا الفقراء والمساكين. هذه الممارسات تعزز من روح التكافل الاجتماعي وتساهم في بناء مجتمع متضامن. الصدقة في رمضان تصبح وسيلة لتطهير النفس وزيادة الأجر والثواب
التفكر في الحياة
إن رمضان أيضًا هو فرصة للتفكر في معنى الحياة. الصوم يساعد المسلم على الابتعاد عن الجوانب المادية للحياة والتركيز على ما هو روحي وأبدي. يتأمل في نعمة الحياة، وكيف يمكن أن يعيشها بشكل أفضل وأكثر إخلاصًا لله. كما يساعد الصيام على التخفيف من ضغوط الحياة اليومية، ويتيح للمؤمن فرصة لإعادة ترتيب أولوياته وتحديد أهدافه الروحية

خلاصة
إن رمضان ليس مجرد شهر صيام، بل هو فترة للتجديد الروحي والتقرب إلى الله. هو فرصة لتحسين الأخلاق، وتصفية النفس، وتنقية القلب. إنه شهر الرحمة، والتواضع، والتكافل الاجتماعي، والتأمل في معنى الحياة. في هذا الشهر، يُحسن المسلم علاقته مع نفسه ومع الآخرين، ويستعيد التوازن الروحي والجسدي في ظل العبادة


الحلقة 14
 تجنب النميمة 

تجنب النميمة في رمضان هو فرصة عظيمة لتربية النفس وتنميتها، فشهر رمضان ليس مجرد فترة للصوم عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتطهير القلب والروح من السلبيات والآفات التي تؤثر على العلاقات الإنسانية. يمكننا الاستفادة من هذا الشهر المبارك في تعزيز الفضائل الأخلاقية، ومنها تجنب النميمة، وهي من الأفعال التي تُضعف الروابط الاجتماعية وتؤدي إلى التوترات والنزاعات بين الناس.
أهمية تجنب النميمة في رمضان:
1 _. تهذيب النفس: من خلال تجنب النميمة، يتعلم المسلم التحكم في لسانه وتوجيهه نحو الخير، وهو ما يعزز من طهارة القلب ويجعله أكثر صفاءً.

2. تقوية الروابط الاجتماعية: النميمة تؤدي إلى تفكك العلاقات وزرع الشكوك بين الناس. بتجنبها، نساهم في بناء مجتمع أكثر انسجامًا وتماسكًا، حيث يسود التعاون والمحبة.

3. تعزيز التقوى: رمضان هو شهر التوبة والرجوع إلى الله، وتجنب النميمة هو خطوة هامة نحو تقوية العلاقة بالله واتباع تعاليم ديننا الحنيف.

4. استثمار الوقت في العبادة: بدلاً من الانشغال بالكلام عن الآخرين، يمكن للمسلم أن يخصص وقتًا أكثر للعبادة والذكر، مما يساهم في تقوية إيمانه ويزيد من قربه إلى الله.

5. دروس تربوية: رمضان يعلمنا الصبر والتحكم في النفس، وتجنب النميمة هو أحد الطرق العملية لتطبيق هذه الدروس في حياتنا اليومية.
كيفية تجنب النميمة:
 1 التفكر في عواقب الكلمات: قبل التحدث عن الآخرين، يجب على المسلم أن يتذكر أن كل كلمة ينطق بها لها تأثير على الآخرين وعلى نفسه.
2 _التركيز على الإيجابيات: بدلاً من الحديث عن عيوب الناس، يمكننا التركيز على فضائلهم والحديث عن أعمالهم الجيدة.
3 _الاستعاذة بالله من الشيطان: ينبغي للإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كلما شعر برغبة في الانغماس في النميمة، ليحفظ لسانه ويقوى عزمه.

ختامًا، يمكن أن يكون رمضان فرصة كبيرة لتغيير عاداتنا السلبية وتحويلها إلى أعمال صالحة، ويعد تجنب النميمة إحدى الطرق المثلى لتحقيق ذلك، مما يساعدنا على التقدم الروحي وتحقيق الراحة النفسية في حياتنا.


الحلقة 15

تخياط النهار

تخياط النهار عادة مغربية تقليدية تتبع في شهر رمضان لتشجيع الأطفال على الصيام بشكل تدريجي وتخفيف مشقته عليهم تعبيرًا عن حبهم لهذا الشهر المبارك وتأكيدًا على أهمية الصوم في دينهم وعاداتهم تقوم هذه العادة على تقسيم اليوم إلى نصفين بحيث يصوم الطفل نصف اليوم ويفطر النصف الآخر ثم في اليوم التالي يصوم نفس الشيء وعند اكتمال يومين من الصيام الجزئي يُعتبر الطفل قد صام يوما كاملا هذه العادة تمنح الأطفال فرصة لتعلم الصوم والتعود عليه تدريجيًا بطريقة مرحة وغير متعبة مما يسهم في غرس مفهوم الصيام في نفوسهم دون أن يشعروا بمشقة كبيرة وتُعد هذه العادة جزءا من الطقوس الرمضانية التي تعكس روح التعاون والاحتفال بهذا الشهر الكريم


الحلقة 16
ليلة النصف من رمضان 
في رمضان تتغير المعاملات والأكلات، فنمط الحياة بعد استقبال الصائمين له بتنظيف القلوب قبل البيوت، وابتهاج المساجد بالأضواء و خشوع المصلين أثناء صلاة التراويح والقيام  ، من أول ليلة حتى ليلة النصف من رمضان ،إلى ليلة القدر وبعدها ليلة العيد، حيث الأجواء تختلف والعادات والتقاليد تبرز ،حين تكثف الزيارات فيما بين الأسر والعائلات بجلسات روحانية وأذكار قوية فأمداح نبوية شريفة .
في ليلة النصف من رمضان ترى كل الرجال والنساء فالأطفال بالزي التقليدي المغربي كل حسب طاقته ، فاحتفال العائلات له من القيمة الدينية والأواصر الإجتماعية الشيء الكثير حيث يستفيد الصغار من موروث الأجداد من قيم إسلامية وطقوس رمضانية بأعلى مستوى  بكل الجوانب ،
في هذا اليوم تشجع البنات والذكور المقبلين على الصيام فيهيؤون نفسيا كي يتعودوا على الصيام وذلك بتحفيزهم و تدريبهم على أجواء الصوم ، حرصا من الأمهات تمييز ذلك اليوم من طعام شهي ومختلف ،إلى جلب ملابس تقليدية جديدة لهم، فيلبس الذكور الجلباب أو الغندورة  بألوان وأشكال مختلفة  أو الجابادور الذي يكون من قطعتين قميص قصير وسروال مع السلهام الخفيف والبلغة التقليدية إما الفاسية أو المراكشية ، مع الطربوش بأنواعه المختلفة .
أما البنات فيلبسن القفطان أو التكشيطة أو الجلباب الخاص برمضان مع شربيل إما عادي حسب لون اللبسة التقليدية ،أو مطرز بالحرير الذهبي أو الفضي، كذلك تزين الفتيات كأنهن عروسات بالتاج والمجوهرات وأنواع خاصة من الحلي بأجواء من الفرحة  مع موسيقىالآلة أو الملحون  وهن بالحناء المنقوشة بشى أنواع النقوش، فيحملن في هودج يدعى #العمارية# تكون مختلفة الشكل حسب آخر موضى وحسب ميزانية كل أسرة. إما يكون الإحتفال بالبيوت إن كانت الأسر ميسورة فيقومون بدعوة الأهل كمناسبة عرس للاحتفال بالطفلة الصائمة لأول مرة  أو تكون المزينات #النكافة# بالشوارع يستقبلن الطفلات بزينتهن وملابسهن التقليدية ،وكذلك الأطفال ليأخذوا لهم صورا تذكارية بمناسبة النصف من رمضان. 
كذلك من الطقوس التي تكون بهذه الليلة زيارة الزوايا والأضرحة  وتقديم قصاعي #الكسكس# أو #التريد# في المساجد بعد صلاة العشاء يأكل منها المصلون و عابروا السبيل وووو
و من بين ما ترك السلف قيام بعض الجمعيات الخيرية  بإدخال الفرحة على نزلاء دور المسنين ودور اليتامى كذلك دور الطالبات وذلك بشراء ألبسة مختلفة المقاسات وتوزيعها على هؤلاء، بالإضافة إلى توزيع الهدايا على المتفوقين و حفظة القرآن الكريم لتحفيزهم على العطاء الأكبر.
كما تقام موائد الرحمن بالشوارع، لعابري السبيل وللطلبة المغتربين وكذلك للأسر  المعوزة حتى يشعروا باهتمام وفرحة 
الآخرين بهم 
ليلة النصف من رمضان لها طابع خاص بالمغرب ولها قيمة اجتماعية وروحانية  عند الكبار  والصغار .


الحلقة 17 
غزوة بدر



غزوة بدر الكبرى كانت نقطة تحول مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث شكلت فاتحة الانتصارات العظيمة التي تحققها الأمة في شهر رمضان المبارك، شهر الفتوحات والتمكين. ففي هذه الغزوة، التي وقعت في 17 من رمضان في السنة الثانية للهجرة، استطاع المسلمون بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يحققوا نصراً عظيماً على قريش التي كانت تمثل قوى الكفر والباطل في ذلك الوقت. هذا الانتصار لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان تجسيداً للقيم الإيمانية والروحانية التي يعززها شهر رمضان، مما منح المسلمين عزيمة لا تلين وصبراً عظيماً في مواجهة التحديات.

غزوة بدر كانت نتيجة لتحرك القافلة التي كانت تحمل أموالاً عظيمة لقريش قادمة من الشام، وتحت قيادة أبي سفيان بن حرب. عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التحرك، دعا المسلمين للخروج لملاقاة القافلة، دون أن يكون في الحسبان التصدي لجيش قريش. فقد كان هدف المسلمين الأساسي هو اعتراض القافلة التي كانت تحمل أموال قريش، لكن الأمور تطورت ليجد المسلمون أنفسهم في مواجهة جيش قريش الكبير.

الموقع الجغرافي لغزوة بدر كان له دور كبير في أهميتها، حيث كانت بدر تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت محطة هامة لمرور قوافل التجارة المتجهة إلى الشام والعائدة إلى مكة. هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي جعلها مسرحاً مثالياً للمواجهة بين جيش المسلمين وجيوش قريش.

ما يميز غزوة بدر هو أنها كانت اختباراً حقيقياً لعزم المسلمين وإيمانهم، فقد كانوا قلة في العدد مقارنة بالجيش القرشي الذي كان يتفوق عليهم في العدد والعتاد. إلا أن الله سبحانه وتعالى منح المسلمين النصر، ليصبح ذلك اليوم شاهداً على فضل الإيمان والتوكل على الله.


الحلقة 18


ممارسة الرياضة في رمضان

تعتبر ممارسة الرياضة في شهر رمضان من العادات الصحية التي ينصح بها الأطباء وخبراء التغذية لما لها من فوائد عديدة تعود على صحة الإنسان الجسدية والنفسية حيث أثبتت الدراسات العلمية أن النشاط البدني خلال هذا الشهر الفضيل يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية خاصةً إذا تم ممارستها في أوقات مناسبة مثل قبل الإفطار بساعة أو بعده بساعتين على الأقل فممارسة الرياضة قبل الإفطار تساعد على حرق الدهون المخزنة في الجسم وتحسين الدورة الدموية مما ينعكس إيجابًا على صحة القلب كما أن ممارسة الرياضة بعد الإفطار تسهم في تنشيط عملية الهضم وتحفيز عملية الأيض مما يجعل الجسم يستفيد بشكل أفضل من العناصر الغذائية الموجودة في الطعام الذي تم تناوله بعد فترة الصيام الطويلة

إضافة إلى الفوائد الجسدية فإن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان تلعب دورًا هامًا في تعزيز الصحة النفسية حيث تُظهر الدراسات أن النشاط البدني المنتظم يقلل من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب التي قد تصيب بعض الأشخاص بسبب التغيرات في نمط الحياة والنظام الغذائي خلال هذا الشهر كما أن ممارسة التمارين الرياضية تساعد على تحسين الحالة المزاجية وزيادة إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين مما يجعل الإنسان يشعر بالنشاط والحيوية طوال اليوم

ومن الجوانب الأخرى التي تجعل ممارسة الرياضة في رمضان أمرًا مهمًا هو تأثيرها على التحكم في الشهية حيث أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام خلال الصيام يجدون أن إحساسهم بالجوع يقل بشكل ملحوظ مقارنة بمن لا يمارسون أي نشاط بدني وذلك لأن الرياضة تساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحفيز الجسم لاستخدام مخزون الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الاعتماد على الجلوكوز مما يساعد في الحفاظ على توازن الطاقة داخل الجسم

ويجب الإشارة إلى أن اختيار نوع التمارين الرياضية المناسبة في رمضان يعتمد على عدة عوامل من بينها الحالة الصحية والعمر واللياقة البدنية فمن الأفضل ممارسة تمارين خفيفة إلى متوسطة الشدة مثل المشي واليوغا وتمارين التمدد قبل الإفطار لتجنب الشعور بالإجهاد أو الإرهاق أما بعد الإفطار فيمكن ممارسة تمارين أكثر كثافة مثل تمارين القوة أو تمارين المقاومة لكن بشرط أن يتم ذلك بعد تناول وجبة خفيفة والانتظار لمدة ساعتين على الأقل حتى يتمكن الجسم من هضم الطعام بشكل جيد وتوفير الطاقة الكافية لممارسة النشاط البدني

ولا بد من الانتباه إلى أهمية الترطيب وشرب كميات كافية من الماء خلال فترتي الإفطار والسحور لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم أثناء التمارين خاصة أن شهر رمضان غالبًا ما يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في بعض البلدان مما يجعل الجسم أكثر عرضة للجفاف لذلك يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الفواكه والخضروات بالإضافة إلى تجنب المشروبات الغنية بالكافيين التي قد تزيد من فقدان السوائل

بصفة عامة فإن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان تعتبر وسيلة فعالة للحفاظ على اللياقة البدنية وتحسين الصحة العامة ولكن ينبغي على كل شخص اختيار الوقت المناسب والنشاط الملائم لحالته الصحية لتجنب أي مضاعفات أو تأثيرات سلبية على الجسم


الحلقة 20

فضل العشر الأواخر 

٠فضل العشر الأواخر من رمضان عظيم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليله ويوقظ أهله للطاعة والعبادة هذه الأيام المباركه فرصة عظيمة للاقتراب من الله تعالى ويعد قيام الليل والدعاء من أبرز الأعمال المستحبة فيها قال صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالخواتيم ما يعكس أهمية اجتهاد المسلم في طاعته في هذه الأيام التي تتضمن ليله القدر وهي ليلة الدعاء والمغفرة 

من أعمال العشر الأواخر التي اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أيضا اجتهاد المسلم في الدعاء والتضرع لله سبحانه خاصة في ليلة القدر حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها أنه إذا علم المسلم أي ليلة هي ليلة القدر يكثر من الدعاء بقول اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

إن التماس فضل هذه الأيام من خلال العبادة والدعاء يعود على المسلم ببركات ومغفرة لا تعد ولا تحصى


الحلقة 21
الرياء في صدقة رمضان


في زمن أصبحت فيه الأضواء تغلب على الأفعال والمظاهر تطغى على النوايا النبيلة نرى مشاهد تتكرر كل عام مع حلول شهر رمضان الكريم حيث تخرج عدسات الهواتف قبل الأيادي لتوثق لحظات العطاء لا لوجه الله وإنما لوجه الشهرة والاستعراض مشاهد القفف التي توزع لا تخلو من بهرجة واستعراض وكأنها منّة على الفقراء وكأن من يقدمها ينتظر الشكر العلني والتصفيق وكأن العطاء صار وسيلة لاكتساب المجد في أعين الناس وليس وسيلة للتقرب إلى الله

نرى وجوهًا تنحني خجلًا أمام الكاميرات وعيونًا تفيض بما لم تستطع الألسن قوله نرى أيدًا تمتد في تردد لأنها تدرك أن الامتداد هذا قد يلتقطه هاتف ما وينتشر في كل مكان وقد يصبح صورة تتناقلها الصفحات ويصبح الإنسان موضوعًا للتعليق والنقاش والسخرية وربما الشفقة التي هي أقسى من الفقر ذاته

الصدقة في أصلها عطاء خفي لا يعلم به إلا الله ولا يحتاج إلى توثيق أو إعلان بل إن أعظم الصدقات تلك التي لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك لكننا اليوم أمام واقع جديد حيث يسود التصوير على الإخلاص وحيث توثق المساعدات كأنها إنجازات فردية وحيث أصبح المحتاج مادة للإثارة والإعجاب بدلاً من أن يكون إنسانًا له كرامة تستحق الحفظ

ما جدوى أن تعطي وأنت تنشر ذلك على الملأ ما الفائدة من صدقة يتبعها أذى نفسي ما القيمة الحقيقية لعطاء مشروط بالتصفيق والإعجاب هل باتت الشهرة أغلى من احترام إنسانية الإنسان هل صارت الكاميرا شرطًا من شروط الإحسان

إن من يعطي ليمنّ على الفقير قد ضيع أجره وإن من يعطي ليشعر بالتفوق على الآخرين لم يفهم روح العطاء وإن من يحول المحتاج إلى صورة تستدر العاطفة قد جرح كرامته من حيث لا يدري أو ربما يدري لكنه لا يبالي ما دام التصفيق قادمًا والثناء حاضرًا

المحتاج لا يريد أن يكون بطل مشهد درامي ولا يرغب في أن يتحول إلى محتوى رائج ولا يود أن يكون موضوع تعليق بين الناس ما يريده هو يدٌ تمتد إليه بستر ورحمة لا بكاميرا وتشهير هو قلب يفهم معنى العوز دون أن يجعله مادة للحديث هو إحسان لا يحمل في طياته استعلاء ولا يجعل من صاحبه نجمًا على حساب كرامة الآخرين

العطاء ليس مادة دعائية وليس شعارًا للظهور وليس وسيلة لاكتساب الإعجاب العطاء هو سر بين العبد وربه هو نعمة يرزقها الله لمن شاء ليكون بها رحيمًا وعطوفًا لا متباهيًا ومستعرضًا ولو أدرك هؤلاء أن الصدقة تفسد حين تشهر ولو علموا أن المروءة تعني ستر الفقير قبل إطعامه لما كان حالنا كما هو اليوم حيث يأكل الجائع لقمة ممزوجة بالذل حيث يقبل المحتاج المساعدة وهو يعلم أنها ستصبح عنوانًا متداولًا بين الناس

لو أنفق هؤلاء في صمت ولو أعطوا في خفاء ولو شعروا بمعنى الكرامة لما وجدنا وجوهًا تخفي نفسها من عدسات المتصدقين ولو أنهم عرفوا أن الله هو من يبارك العطاء حين يكون خالصًا بعيدًا عن الأعين لما وجدنا هذا الاستعراض الذي يقتل روح التكافل ويجعل الإحسان أقرب إلى التجارة منه إلى الرحمة

إن الصدقة لا تحتاج إلى جمهور ولا إلى عدسات ولا إلى تصفيق بل تحتاج إلى قلب سخي ونفس تعرف معنى الستر وإلى يد تعطي دون أن تنشر وإلى إحسان لا يعقبه منّ ولا أذى


الحلقة 22
موائد الرحمن في رمضان 


موائد الرحمن ظاهرة إنسانية عظيمة، تحمل في طياتها معاني التكافل، والتراحم والتآزر بين أفراد المجتمع تعكس روح المحبة، والتضامن وتجسد قيم العطاء والبذل التي حثت عليها الأديان السماوية وتقاليد المجتمعات عبر العصور تنتشر هذه الموائد في شهر رمضان بشكل خاص حيث يتسابق الناس لإعدادها في الساحات والشوارع والمساجد لاستقبال الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل ممن ضاقت بهم الأحوال أو لم يجدوا ما يسد رمقهم في هذا الشهر الفضيل فتكون موائد الرحمن بمثابة واحة للرحمة والبر والإحسان

يمتد أثر هذه الظاهرة ليشمل مختلف الفئات الاجتماعية فلا يقتصر الحضور على الفقراء فقط بل نجد العاملين والطلبة والغرباء ممن اضطرتهم ظروفهم إلى تناول الطعام خارج بيوتهم فتصبح الموائد ملتقى يجمع الناس على اختلاف مشاربهم ويقرب بينهم ويزيل الفوارق الاجتماعية ويغرس في النفوس معاني التواضع والمودة والإيثار فالجالس على هذه الموائد لا يسأل الآخر عن أصله أو وضعه المادي بل يتشارك الجميع اللقمة بروح أخوية صادقة

لموائد الرحمن بعد آخر يتمثل في كونها تعزز القيم الدينية وتحيي سنة إطعام الطعام التي أوصى بها النبي الكريم فإعداد الطعام وتقديمه للمحتاجين يعد من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله فهي لا تقتصر على إشباع الجوع فقط بل تحمل رسائل روحية تعزز الوعي بالمسؤولية الاجتماعية وتؤكد أن المجتمع القوي هو الذي يساند أفراده بعضهم بعضا

لا يقتصر دور موائد الرحمن على تقديم الطعام فحسب بل تمتد لتشمل بث روح المحبة والتآخي بين الناس حيث تتجلى معاني البذل والعطاء في أبهى صورها ترى المتطوعين يتسابقون لخدمة الصائمين يوزعون الأطباق ويسكبون الماء ويمسحون الطاولات بفرح ورضا كأنهم ينالون أعظم الجوائز فهذا العمل البسيط في ظاهره يحمل بين طياته بركة عظيمة تتجلى في شعور العطاء والراحة النفسية التي تغمر القلوب

ومع التطور الذي يشهده العالم اليوم لم تعد موائد الرحمن تقتصر على شكلها التقليدي بل أخذت صورا متعددة حيث نجد الجمعيات الخيرية والمبادرات الشبابية التي تتولى تنظيمها بطرق أكثر احترافية فتقوم بتحضير الوجبات مسبقا وتوزيعها على البيوت أو توفيرها في أماكن معينة لتخفيف الازدحام كما بدأت بعض الدول في دعم هذه الموائد من خلال توفير الإمدادات الغذائية والمساهمات المادية لضمان استمراريتها بأفضل شكل

ورغم الجوانب الإيجابية لهذه الظاهرة إلا أنها تواجه تحديات أبرزها الإسراف في الطعام حيث يلاحظ أحيانا إعداد كميات تفوق حاجة الحاضرين مما يؤدي إلى رمي الطعام بدلا من توزيعه على من يحتاجه وهذا يتنافى مع مقاصد هذه الموائد التي تقوم على الإحسان لا على التبذير لذا صار من الضروري التوعية بضرورة ترشيد الاستهلاك وإدارة الموارد بحكمة لضمان استمرار هذا الخير لأكبر عدد ممكن

تبقى موائد الرحمن علامة مضيئة في حياة المجتمعات الإسلامية تعكس جوهر التكافل الاجتماعي وتعزز الروابط بين الناس فهي ليست مجرد أماكن لتناول الطعام بل هي رمز للرحمة والمودة ومدرسة تعلم معاني العطاء والإحساس بالآخرين هي فرصة لكل قادر على البذل أن يشارك في إدخال البهجة إلى القلوب وصنع فارق في حياة المحتاجين فلا شيء أعظم من أن يجتمع الناس على مائدة واحدة يتقاسمون فيها الخبز والود والدعاء في جو من الألفة والخير


الحلقة 23
الاعتكاف في رمضان  


الاعتكاف في رمضان يعتبر من السنن المؤكدة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها بشكل خاص في العشر الأواخر من رمضان، وذلك بهدف التفرغ الكامل للعبادة والتقرب إلى الله. يتضمن الاعتكاف البقاء في المسجد بعيدًا عن مشاغل الدنيا، والانقطاع للذكر والصلاة وقراءة القرآن، وكل ذلك يكون هدفه تجديد الإيمان والتوبة واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى.

دلالة الاعتكاف في رمضان:

الاعتكاف في رمضان له خصوصية كبيرة، فهو فرصة ثمينة للاستفادة من بركة هذا الشهر الفضيل، والتفرغ لعبادة الله بشكل كامل. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، وهذا يعدّ من أهم أعماله في هذا الشهر، حيث يسعى المسلم من خلاله للتركيز الكامل على العبادة وتطهير النفس.

مشروعية الاعتكاف في رمضان:

دلت النصوص الشرعية على مشروعية الاعتكاف، ومنها قول الله تعالى: "وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" [البقرة:187]، حيث أقرَّت هذه الآية الشرعية مشروعية الاعتكاف وبيَّنت بعض أحكامه، مثل تحريمه لمباشرة النساء أثناء الاعتكاف.

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، وأوصى بذلك، وبيَّن فضل هذه الأيام، حيث تركزت عباداته في هذه الفترة على الذكر والدعاء والاعتكاف، مما يتيح للمسلم فرصة عظيمة للانقطاع عن الدنيا والتفرغ للآخرة.

أحكام الاعتكاف في رمضان:

1. مكان الاعتكاف: يجب أن يكون الاعتكاف في المسجد، حيث يخصص المعتكف مكانًا في المسجد للعبادة والتفرغ لها. يمكن وضع خيمة أو مساحة مخصصة للمعتكف في المسجد، بحيث لا تؤثر على الصلاة الجماعية ولا تشوش على المصلين.


2. مدة الاعتكاف: الأفضل أن يكون الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على اعتكاف هذه الأيام. لكن يمكن للمسلم أن يعتكف أي مدة يحددها، سواء كانت أيامًا أو جزءًا من الأيام، شرط أن يلتزم بشروط الاعتكاف.
...

3. التفرغ للعبادة: المعتكف يجب أن يتفرغ للعبادة بشكل كامل، حيث يترك الانشغال بأي أمور دنيوية، مثل زيارة الأصدقاء أو حضور المناسبات. يجوز له الخروج لبعض الحاجات الضرورية، مثل الوضوء أو الطعام إذا لم يكن له من يحضره، لكن يجب أن يكون الهدف الوحيد هو العبادة

4.. الاعتكاف للنساء: يجوز للنساء الاعتكاف في المسجد، بشرط أن يحصلن على إذن من أزواجهن، وأن يكون المكان المعد للنساء في المسجد مستورًا ومناسبًا. كما كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يعتكفن في المسجد بإذنه

5.. الاعتكاف ليس واجبًا: الاعتكاف ليس فرضًا على المسلمين، بل هو سنة مؤكدة، وإن تركه المسلم فلا إثم عليه. لكنه إذا اعتاده المسلم، خاصة في رمضان، فيكون له فضل عظيم إذا أخلص فيه النية لله

6.. أهمية الاعتكاف في العشر الأواخر: العشر الأواخر من رمضان هي أيام مباركة، وفيها ليلة القدر، وهي ليلة خير من ألف شهر، ومن الأفضل للمسلم أن يضاعف عباداته في هذه الأيام، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك فإن الاعتكاف فيها هو من أفضل أعمال رمضان، إذ يمكن للمسلم أن يتحقق من فرصة عظيمة لزيادة الأجر والمغفرة. 

فوائد الاعتكاف في رمضان:

1. تقوية العلاقة مع الله: الاعتكاف هو فرصة للتفرغ للعبادة والتقرب من الله تعالى بعيدًا عن الانشغالات الحياتية
... 
ثانيا.. التوبة والتطهير: يعد الاعتكاف وقتًا مناسبًا للتوبة والتطهير من الذنوب، حيث يتمكن المسلم من الابتعاد عن الشواغل والتركيز على توبة صادقة
ثالثا.. الخشوع والذكر: الاعتكاف يعزز الخشوع في العبادة، حيث يساهم في تجديد الإيمان وزيادة الذكر والدعاء والتقرب إلى الله
رابعا.. الاستفادة من فضائل رمضان: في الاعتكاف، يزداد الأجر ويكثر الثواب، خاصة في العشر الأواخر، والتي تعد من أفضل أيام السنة وأكثرها بركة. 


وأخير... 
الاعتكاف في رمضان هو عبادة عظيمة تبين كيف أن المسلم يمكنه الانقطاع عن الدنيا والتركيز على العبادة والذكر في أفضل شهر في السنة. إنه فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى، والتفرغ لعبادته، وهو ما يجب على المسلم أن يسعى لتحقيقه إذا استطاع، لتكون له فرصة لتجديد الإيمان والطاعة 


الحلقة 24

التدخين من العادات السيئة التي تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان وجسده حيث يسبب العديد من الأمراض المزمنة والمميتة ورغم محاولات الكثيرين للتوقف عنه فإنه يبقى مشكلة تؤرق المجتمع ويزيد من معاناة المدخنين إذا لم يتخذوا خطوة جادة نحو الإقلاع عنه وخاصة في فترات مباركة مثل شهر رمضان الذي يوفر فرصة عظيمة للابتعاد عن هذه العادة الضارة وذلك من خلال الصوم الذي يشجع على التطهير الداخلي والخارجي للجسم والروح ويعطي فرصة للمدخن لإعادة تقييم سلوكه الصحي والابتعاد عن السموم التي تؤثر على الجهاز التنفسي والدورة الدموية ومن خلال هذا الشهر الكريم يمكن للفرد أن يستعين بقوة الإيمان والنيات الصادقة في اتخاذ قرار نهائي بالابتعاد عن التدخين وتحقيق ذلك بإرادة قوية وعزيمة ثابتة وبدعم من العائلة والمجتمع والأطباء المتخصصين الذين يقدمون النصح والتوجيه وبذلك يصبح رمضان فرصة ذهبية للتغيير والابتعاد عن التدخين نهائيًا 


الحلقة 25
موضوعنا اليوم فوائد الصيام ضد السرطان


الصيام له اثار ايجابية عديدة على الصحة والجسم اذ يساعد في تحسين عمل الجهاز المناعي وتقليل الالتهابات التي تعد عاملا مهما في تطور الامراض المزمنة بما فيها السرطان كما ان الصيام يسهم في تقليل مستوى الجذور الحرة التي تضر بالخلايا وتزيد من خطر الاصابة بالاورام الى جانب ذلك يعزز الصيام عملية الالتهام الذاتي وهي الية طبيعية يقوم بها الجسم للتخلص من الخلايا التالفة والبروتينات غير الطبيعية مما يقلل من احتمالية تحولها الى خلايا سرطانية وقد اشارت دراسات علمية الى ان الصيام المتقطع يسهم في تقليل نمو الخلايا السرطانية عبر خفض مستوى الجلوكوز في الدم وتقليل افراز الانسولين مما يحد من البيئة التي تحتاجها الخلايا السرطانية للنمو فضلا عن ذلك يعزز الصيام كفاءة العلاج الكيميائي اذ يجعل الخلايا السرطانية اكثر حساسية له بينما يحمي الخلايا السليمة من اثاره الجانبية لهذا يعتبر الصيام نهجا واعدا في مجال الوقاية من السرطان ودعما للعلاجات التقليدية


الحلقة 26
ضياع فرص ثمينة

أثناء شهر رمضان المبارك يتغير نظام الحياة بشكل كامل حيث يتحول النهار إلى وقت للصيام والعبادة بينما يخصص الليل للطعام والراحة قد يعتقد البعض أن النوم لساعات طويلة خلال النهار مع السهر ليلا يمكن أن يكون وسيلة لتخفيف التعب الذي يرافق الصيام ولكن هذه العادة قد تكون ضياعاً لفرصة ثمينة لتحقيق الفائدة الصحية والروحية التي يحققها الصيام

الصيام في رمضان ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب وإنما هو فرصة لتنقية الجسد والروح من السموم الروحية والجسدية مع كل يوم من أيام الصيام يعكف المسلم على تطهير نفسه بالعبادة والتقرب إلى الله بهذه الطريقة يتحقق التوازن بين الروح والجسد عندما يلتزم المرء بممارسة الصيام بشكل صحيح ومعتدل

يؤثر النوم خلال النهار على القدرة على أداء العبادات بشكل جيد ويفقد الشخص طاقته في القيام بالواجبات الدينية كما أن السهر ليلاً يمكن أن يؤثر سلباً على النظام البيولوجي ويحدث خللاً في ساعات النوم مما يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق والتعب ويقلل من الاستفادة من طاقة الصيام وأثره الروحي

من الأفضل في رمضان أن يستغل المسلم ساعات النهار في النشاط والعمل والعبادة بينما يخصص الليل لراحة الجسم والنوم الجيد الذي يمكن أن يعزز الطاقة والتفاعل العقلي بما يمكنه من أداء العبادات على أكمل وجه سواء كان صلاة التراويح أو قراءة القرآن وتدبر معانيه

بذلك تكون ممارسة الصيام بالشكل السليم فرصة رائعة للحصول على توازن صحي وروحي في هذا الشهر المبارك


الحلقة 27
ليلة القدر

ليلة القدر ليلة عظيمة أنزل الله فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وقد اختصها الله بفضل عظيم وجعل العمل فيها خيرًا من العمل في ألف شهر فهي ليلة مباركة تتنزل فيها الملائكة والروح بأمر الله سلام هي حتى مطلع الفجر وقد أخبر الله في كتابه العزيز عن عظمة هذه الليلة حيث قال في سورة القدر إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر وقال تعالى في سورة الدخان إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرًا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم وقد ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها وكان يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد مئزره طلبًا لهذه الليلة المباركة وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي الحديث دلالة على أن المغفرة لا تحصل لكل من قامها بل لمن قامها إيمانًا بمشروعية قيامها وفضلها واحتسابًا للأجر عند الله ولو لم يعلم أنها هي بعينها ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على قيام العشر الأواخر من رمضان كله لاحتمال أن تكون ليلة القدر في أي ليلة منها وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني وهذا يدل على أن من أفضل الأعمال فيها الإكثار من الدعاء لا سيما الدعاء بالمغفرة والعفو لأنها ليلة تنزل فيها الرحمة وتكتب فيها مقادير السنة وتتنزل فيها الملائكة ولذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على اغتنام هذه الليلة بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار والصدقة وسائر الأعمال الصالحة وليس للعبادة فيها حد معين بل كلما زاد المسلم من الخير فيها كان ذلك أعظم له في الأجر والثواب وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وأرجى الليالي أن تكون في الليالي الوتر منها كليلة الحادي والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين وقد رجح كثير من العلماء أنها تكون ليلة السابع والعشرين لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين ولكن ينبغي للمسلم أن يجتهد في جميع العشر الأواخر حتى يدرك فضلها ولا يحرم خيرها فإن المحروم من حرم الخير في هذه الليلة المباركة ومن وفق فيها للعبادة والطاعة فقد نال خيرًا عظيمًا ومغفرة من الله ورضوانًا


الحلقة 28

الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان: اجتهاد في الطاعة وتوجه إلى الله

تُقبل العشر الأواخر من رمضان حاملة معها نفحات الرحمة والمغفرة والعت ق من النار، وهي الأيام التي اختصها الله بليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر. لذا، فإن الاستعداد لها يجب أن يكون على قدر عظمتها، فهي فرصة لمن قصّر في بداية رمضان، وميدان سباق لمن أراد أن ينال رضا الله.

أولًا: تجديد النية والإخلاص

لا بد أن يكون أول الاستعدادات تصفية القلب وتجديد النية لله تعالى، فكلما كان القلب صادقًا في طلب المغفرة والرحمة، كلما فتح الله له أبواب الطاعة. قال رسول الله ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (متفق عليه). لذلك، اجعل نيتك أن تغتنم هذه الأيام بقلبٍ خاشع وعقلٍ واعٍ، فلا تعلم إن كنت ستدرك رمضان القادم أم لا.

ثانيًا: التفرغ للطاعة وتخفيف المشاغل

حاول أن تخفف من انشغالاتك الدنيوية قدر المستطاع، فإن لم تستطع الاعتكاف في المسجد، فاعتكف روحك وقلبك في الطاعات. كن حريصًا على استثمار كل لحظة في العبادة، وتجنب الانشغال بما لا ينفع، سواء كان ذلك في العمل أو وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من الملهيات.

ثالثًا: الإكثار من تلاوة القرآن وتدبره

القرآن هو النور الذي يضيء القلوب، وهو كلام الله الذي يُلهم الطمأنينة، لذا اجعل له نصيبًا وافرًا من وقتك. اقرأه بتدبر، وحاول أن تزيد من وردك اليومي، فإن كنت تقرأ جزءًا فاجعلها جزأين، وإن كنت تقرأ بغير تدبر، فاجعل قراءتك خشوعًا وتأملًا في المعاني.

رابعًا: الاجتهاد في الصلاة والقيام

العشر الأواخر هي فرصة للإكثار من الصلاة والقيام، حيث كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر، شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. فلا تكتفِ بصلاة التراويح، بل اجتهد في قيام الليل، وخاصة في السحر، حيث يتجلى الله لعباده فينادي: "هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟" (رواه مسلم).

خامسًا: الاعتكاف والتفرغ للعبادة

الاعتكاف من أعظم السنن التي كان النبي ﷺ يحافظ عليها في العشر الأواخر، وهو انقطاع عن الدنيا والتفرغ للعبادة، سواء في المسجد أو في البيت. وإن لم تستطع الاعتكاف الكامل، فخصص ساعات من يومك لتكون فيها في عزلة عن الدنيا، منشغلًا بذكر الله.

سادسًا: الإكثار من الدعاء وخاصة في العشر الأواخر

الدعاء في هذه الليالي من أهم أسباب المغفرة والرحمة، وقد أرشدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي ﷺ فقالت: "يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر، فماذا أقول؟" فقال لها: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" (رواه الترمذي). فاجعل لسانك رطبًا بهذا الدعاء، وأضف إليه دعواتك الخاصة التي ترجو قبولها.

سابعًا: الصدقة والإحسان إلى الناس

من الأعمال العظيمة التي يحبها الله في هذه الأيام المباركة الصدقة، فإنها تطفئ غضب الله، وتجلب البركة في المال، وقد كان النبي ﷺ أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة. فاحرص على إخراج الصدقات للفقراء والمحتاجين، ولو بالقليل، فرب درهم سبق ألف درهم عند الله.

ثامنًا: اغتنام ليلة القدر

ليلة القدر هي أعظم ليالي السنة، وهي ليلة العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر. ولأنها مخفية بين الليالي الوترية، فمن الأحرى أن نجتهد في كل ليالي العشر الأخيرة، دون انتظار تحديد يوم بعينه. ومن علامات ليلة القدر، أنها ليلة معتدلة، لا حارة ولا باردة، ويكون الصباح بعدها مشرقًا بلا أشعة قوية.

تاسعًا: التوبة والاستغفار

مهما كان ما مضى من العمر، فباب التوبة مفتوح، والله يحب التوابين. لذلك، اجعل العشر الأواخر محطة للغفران، واستغفر الله من كل ذنب، صغيرًا كان أو كبيرًا، بقلب صادق، وكن واثقًا أن الله سيغفر لك إن كنت صادقًا في توبتك.

خاتمة

العشر الأواخر من رمضان فرصة لا تعوض، وهي أيام قليلة، لكنها عظيمة في الأجر، فمن أدركها فقد أدرك خيرًا عظيمًا، ومن ضيعها فقد خسر فرصة قد لا تتكرر. فاحرص على أن تخرج منها وقد غفر الله لك، وأعتق رقبتك من النار، وأثقل ميزان حسناتك، وتذكر أن الله لا ينظر إلى كثرة الأعمال، بل إلى إخلاص القلوب.


الحلقة 29
الاستعداد لعيد الفطر 

مع اقتراب عيد الفطر المبارك يحرص الآباء والأمهات على شراء الملابس الجديدة لأطفالهم لإدخال السرور على قلوبهم وإشعارهم بفرحة العيد التي تأتي بعد شهر رمضان المبارك شهر الطاعة والعبادة والرحمة لكن في خضم هذا الاهتمام بأطفالنا وسعينا لإسعادهم قد ننسى أو نتناسى أطفال الفقراء الذين يحلمون بفرحة العيد كما يحلم بها أبناؤنا لكنهم محرومون منها بسبب ضيق ذات اليد وعدم قدرة أسرهم على توفير الملابس الجديدة لهم مما يجعلهم يشعرون بالحزن والحرمان في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الجميع سعداء هذه الإشكالية تتكرر كل عام حيث نجد الأسواق ممتلئة بالآباء والأمهات الذين يشترون لأبنائهم أجمل الثياب ويختارون لهم أحدث الموديلات بينما في المقابل هناك أطفال ينظرون بحسرة إلى واجهات المحلات ويتمنون لو كان بإمكانهم ارتداء ملابس جديدة مثل غيرهم لكنهم يدركون أن أسرهم تعجز عن تحقيق هذا الحلم لهم ومن المؤلم أن يكون في مجتمعاتنا من يفرحون بملابس العيد دون أن يفكروا في أولئك الذين لا يجدون ما يلبسونه في يوم العيد وكأن الفرح مقصور على فئة دون أخرى لقد أمرنا الإسلام بالتكافل الاجتماعي وحثنا على مساعدة الفقراء والمحتاجين وجعل الزكاة والصدقات وسيلة لتحقيق هذا التوازن حتى لا يبقى في المجتمع فقير محروم بينما ينعم الآخرون بكل شيء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم وهذا الحديث ينطبق على كل صور التكافل ومنها إدخال الفرح على قلوب أطفال الفقراء في العيد ولذلك من واجبنا أن نتذكر هؤلاء الأطفال ونحن نشتري الملابس لأبنائنا وأن نخصص جزءًا مما ننفقه لشراء ملابس لهم حتى يشعروا بفرحة العيد مثل غيرهم ولا يحسون بالنقص أو الحزن خاصة أن العيد مناسبة شرعها الله لتكون فرحة تعم الجميع وليس فئة دون أخرى ويمكننا المساهمة في إدخال السرور عليهم بوسائل كثيرة منها التبرع للجمعيات الخيرية التي تهتم بتوزيع الملابس على المحتاجين أو شراء ملابس جديدة بأنفسنا وتوزيعها على الأطفال الذين نعلم أنهم بحاجة إليها أو حتى تقديم ملابس بحالة جيدة لأولئك الذين لا يستطيعون شراء الجديد والمهم في كل ذلك أن نحرص على أن يكون العيد مناسبة سعيدة للجميع وأن لا نكون سببًا في شعور بعض الأطفال بالحرمان والحزن بينما ينعم أبناؤنا بكل شيء فإذا حرصنا على هذا المبدأ وتذكرنا أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بمشاركة الآخرين فيها فإننا سنحقق معنى العيد الحقيقي الذي هو مناسبة للفرح والتواصل والتكافل وليس مجرد مناسبة لشراء الملابس الجديدة لمن يستطيع فقط


ا


الحلقة 30
زكاة الفطر
زكاة الفطر هي الصدقة الواجبة على المسلمين عند نهاية شهر رمضان وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث ومساعدة للفقراء والمحتاجين فرضها النبي ﷺ على كل مسلم صغير أو كبير ذكر أو أنثى حر أو عبد كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة رواه البخاري ومسلم

حكم زكاة الفطر فرض على كل مسلم يملك قوت يومه وليلته هو ومن يعول وهي واجبة بالإجماع كما أن الأدلة الشرعية تؤكد فرضيتها ومن ذلك حديث النبي ﷺ أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم رواه البيهقي

وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ وقت وجوبها من غروب شمس آخر يوم من رمضان


                        
                         ****    عيد الفطر ***

عيد الفطر 
عيد الفطر مناسبة عظيمة يحتفل بها المسلمون في كل بقاع الأرض بعد انتهاء شهر رمضان الكريم الذي كان مليئا بالتقوى والعبادة والصبر والروحانية في هذا اليوم ينهض الناس من سباتهم باحساس من الفرح والسرور يتجمع أفراد العائلة والأصدقاء في لقاءات دافئة يحتفلون بإنجازاتهم الروحية ويتبادلون البسمات والهدايا في مشهد يعبر عن وحدة المجتمع وترابطه وتلاحمه في أوقات السراء والضراء وفي صباح العيد يتجه الناس إلى المساجد والساحات الواسعة لأداء صلاة العيد في انسجام تام يتخلله خشوع واعتزاز بالنعم والفضل يعود هذا اليوم لتجسيد معاني التضامن والعطاء حيث تمتد الأيادي للمساعدة وتتناثر أطباق الحلويات التقليدية التي تحمل عبق التاريخ وتراث الشعوب وتضفي على المناسبة جوا من البهجة والسرور كما يكون العيد فرصة للتأمل في قيم المحبة والتسامح والاحترام وتصبح الشوارع مزينة بالألوان الزاهية والأعلام التي تعبر عن الفرح وتتسابق القلوب في تبادل التهاني والتبريكات ليصبح عيد الفطر حكاية من القصص الجميلة التي تجمع بين الماضي والحاضر وتعيد للعقل صفاءه وللقلب دفئه فتتحول اللحظات العابرة الى ذكريات خالدة تروى للأجيال القادمة وتعبر عن قوة الإيمان والتفاؤل وتستمر الفرحة في الانتشار بين الناس دون استثناء فكل فرد يجد في هذا اليوم فرصة لتجديد العهود مع نفسه ومع مجتمعه وتلتقي الوجوه في حوار صامت يحمل معاني الأخوة والود وتنعكس على الميادين أصداء الدعاء والتضرع شكر الله على نعمه التي لا تحصى ويظل عيد الفطر رمزا للوحدة والتآخي والأمل المتجدد الذي ينير دروب الحياة ويجمعنا على حب الإنسانية والعيش المشترك في عالم يسوده السلام والتفاهم ويحتفل الجميع فيه بهذه اللحظة التاريخية التي تبعث على الفخر والاعتزاز وتفتح صفحة جديدة من الانطلاق نحو مستقبل مشرق يحمل في طياته وعدا بالخير والرخاء لجميع البشر


                  ** للاديبة للا إيمان الشباني ** 


تعليقات

التنقل السريع