__ زنبقة __ للشاعرة : فدوى كدور

 **  زنبقة **

 

** زنبقة ** 

سرابا غدوت وكلي يتلاشى 

لم عانقت الريح...

 ما ذنبي أبعثرني

أهيم أشلاء وشظايا 

لا وجهة تحضنني 

إلا ركن العتب بات ينحرني 

خناجره فكري 

أفكر فيطعنني

كم من ذكرى كان فيها حتفي 

الان تحييني لتعيد مراسيم تأبيني

أنا الجريحة...

 والدماء بحمرتها زنبقة  ترسمني

أنا التائهة... 

والدروب بزحامها 

 عنوانا  تكتبتي 

أنا الشبح...

وظلي بجبنه يطاردني 

أهرب مني إليَّ 

أبحث عني فلا أجدني 

نعم ضعت ...

 وعقلي بكل وعيه نحو الهلاك 

كان يقودني.

فدوى كَدور 

المملكة المغربية 

✓ قراءة عاشقة في نص زنبقة  للشاعرة فدوى كدور :

الحرف الأنيق غالباً ما يسكن روح الإنسان ، ويعتبر عطر يعطر مسامات القصيدة  الطروبة ، فالشعر الجميل يبقى مفتاح القلب ، والكلمات الشعرية الشاعرية الممتعة النابعة من الأعماق غالباً ما تشد عشاق الحرف لتحلق بهم في فضاء المعنى والدلالة ، ونص الشاعرة فدوى كدور من النصوص النثرية التي تتسم بروح الإبداع المتميز الذي يخلق جوا  رائدا في ساحة الثقافية المغربية والعربية بشكل ملفت للنظر لكونه كتب بأسلوب سلس يتماشى وطبيعة القصيدة الحداثية التي أضحت هي القصيدة المتداولة على المستوى المركزي للأدب بجميع الدول العربية وحتى بالملتقيات العالمية نظرا لطبيعة تركيبتها التي فتحت الباب لكل الأقلام الممتعة والجميلة الملفوفة بصور منقوشة بألوان زئبقية تجعلك تشعر بحلاوة النشوة الفنية التي تتغنى بها القلوب المفتوحة على الأدب بمفهومه الواسع ...

والمتعمق في روح القصيدة المعنونة بعنوان (زنبقة) قد يستنتج أنها قصيدة كتبت بمشاعر ملفوفة بالشجن  ، والأوجاع ، والجرح العميق الذي ما زال يسري بدواخلها. إنها قصيدة مبنية على تركيبة فنية تتناغم والموضوع الذي  تمت هندستها عليه ، لقد كتبت بأسلوب سلس وجميل وزينت بصور بلاغية دافئة المشاعر والأحاسيس تكاد تلامس  مكامن النفس العاشقة لتغاريد القلب  ، وهنا يبدو أن للشاعرة تجربة رائدة أهلتها لترتوي من غدير الكتابة الشعرية الراقية ، مما يمكن اعتبارها شاعرة الذوق الرفيع الذي  لا غنى لطبيعة الإنسان عنه  ...فتحية لها ،اتمنى لها مزيدا من التألق والإبداع والصمود والعطاء اللامتناهي  .

✓ بقلم الشاعر والناقد علال الجعدوني بني وليد تاونات المغرب .