« عنفوان متمردة »
.
.
ويزحف الموت إلى القلب
يعلمنا كيف يجفل اليأس من الشعر
وقد خلقهما الله توأمين
يفتح لي أبواب الحلم
يدخلني جنته السرابية
كي أجمع من دموع الباقيات
رماد سيدة إحترقت بين القضبان
أردد في براءة نشيده المشتهى
فيرتجف في الصدر الايقاع المذلل
كي أصرخ :
«فبأي ءالاء ربكما تكذبان »
أبحث في آخر النفق
عن ريشة تكتب قدري
حتى يكون لي في القصيدة وجهان .
كيف لي أن أتحدى إلهامك المقدس
وهو يخادع الدمعة التي تملأ عين يونس
حين خرج من جوف الحوت فشعر بالأمان
أخشى أن يدركني إلهك
يلبسني الذنب نفسه
يتهمني بالتآمر والعصيان
يترك خلفه آثارا لامراة من ورق
آتية من سمائه ، تبحث عن مشكاة
أنكر الجاحدون وجودها في القرآن
والقمر المسكون يخرب في القلب
وجهها المطمور
يسمعنا كيف ترتل
على مسامع قتلاها سورة الرحمان
يبحث في هوامش امرأة من شمع
عن شهوة تقف على ربوة
إن ضاق نفسها
ذابت مبتسمة بين الأحضان
ونجمها الموله يصعد من غمرة الدجى
يبحث في ضياء الصبح المغلق
إن كانت قناديلها الموحشة
تتمادى في خيانتها للأجفان
يقرع الريح باب كوخها
فتحتضن فانوسها العتيق
علها ترى وجه الربيع
وهو يبحث خلف الباب
عن منفى غريب
...لبرعم تمرد على الأغصان
محمد زغلال محمد
المملكة المغربية .
تعليقات
إرسال تعليق