للذكرى
قصيدة شعرية بعنوان (أنا هديتك الأخيرة يا أمي ) و هي من أجمل و أروع ما قرأت للشاعر الكبير محمد زغلال محمد
و قد ارتأيت مقاسمتها معكم علما أنني متأكد جدا أنها ستنال كل الرضا منكم (ن) .
* انا هديتك الأخيرة يا امي *
اليوم تستفيق عرائس الشعر
لتمسح عن مقلتيك
يا أمي الاشعار الحزينة
وتنقي البحر من حدائق الشوك
وتشوي على اديم الرمال
الاسماك اللعينة
اليوم يتوقف الكون الجريح بين يديك
وتتبادل الشمس مع الزهرة الدوران
على كوكب تسكنينه .
**********
يا أمي جئتك من عجين التراب
انا ابنك المنفي
في تفاصيل الشوق هل تذكرينه
وكنت يا امي طريقي الى الجنة
وكنت اللحد . والقبر . والسكينة
أهديك ما اهديك في عيدك المنسي
شعرا . وعشقا . وياسمينة
واحملك على الكتف
الى قمة المجد
لتسمعي لحنا الهيا
كنت تنشدينه
*********
اقبل التراب الحي من تحت نعليك
ابحث في شعاب القدم
عن جنة دفينة
انا ابنك المنسي
شع في ضياء القمر
وكبر في حضنك صفصافا كنت ترقبينه
هذه يدك المثقلة بهبات النعيم
امتصها شوقا
كحمل كنت ترضعينه
هذه القدم المعطرة
برائحة التراب اقبلها
هذا القلب الصامت من الألم
انت وحدك تسمعينه
**********
هذا الهم الذي غير شكل الحياة
هذا العبء الصارخ المقيت
كنت وحدك تحملينه
يا أمي اهديك ما اهديك
جسد طفل
ترعرع وشاب واشتاق
ليوم كنت تلمسينه
يا أمي لم يعد الشعر ملكا لي
بل اصبح كتلة من الطين
وانت الرهينة
***********
هذا ابنك البار
يستجدي قبلة منك
يهديك قلبا في شكل بصل
ان شئت قطعيه
يا أمي لم يعد لي ... غير قلبك سكنا
وغطائي جلباب من الرضا
كنت تلبسينه
انا ابنك المنسي يا امي
يوشحك ما ملك من اشعار
وان رحلت يوما كان شعره
آخر نشيد تسمعينه .
محمد زغلال محمد
تعليقات
إرسال تعليق